بعنوان الظل في الظل؛ لقاءات في الفن التشكيلي أصدر الكاتب والفنان التشكيلي عباس يوسف، كتابهُ الذي ضم ثمانية عشر حواراً أجراهم مع فنانين بحرينيين وعرب، خلال مسيرة اشتغاله الصحفي، وقد حمل الكتاب لوحة لابن الكاتب، فرات عباس، حينما كان في السابعة من عمره، يصور فيها والده، أما خطوط الغلاف فجاءت بخط الفنان السوداني تاج السر حسن، وبتنفيذ وتصميم الفوتوغرافي حسين المحروس. في مقدمة الكتاب التي جاءت بقلم محمد بن حموده، يحيلنا حموده إلى كتاب من جنس الكتب المهتمة بالسيرة الشخصية كما يقول، مبيناً بأن الكتاب قرب بكل معاني الكلمة: قرب الكتاب من محاوريه، وقرب الشخصيات المشاركة في الحوارات من عالم الناس، وكذلك قرب إبداعاتهم من الحياة ومن سياقاتها المحلية، فهو ذو صلة تلقائية بالمجال الثقافي بدلالته الأنثروبولوجية، أي بعالم الناس بالمعنى السلالي للكلمة، وعالم الناس السابق والموالي لقواعد الحياة والممارسات الرسمية.يبدأ عباس في أولى حوارات الكتاب بأحد رواد الحركة التشكيلية في المملكة، وهو الفنان عبدالكريم البوسطة، بعنوان هذا الدرس الذي لا نريد له أن ينتهي والذي يرتحل فيه البوسطة بمعية عباس إلى البدايات الأولى، وزمن المستشار بلجريف، وصولاً إلى جماعة الهواء الطلق، ودور الجمعيات الفنية، والمدارس الفنية، ويختتم بتطرقه لدخول الفنان لعالم الخزف. ثم يرتحل يوسف في عوالم الفنان العراقي فيصل لعيبي، بعنوان المرأة هي المخلوق الوحيد الذي بإمكانه إنتاج الخصب المستمر، لينتقل بعدها إلى عوالم علي المحميد والخشب والطين والصلصال وزبر الحديد أيضاً، متبحراً في هذا الحوار في البدايات الأولى في النحت للمحميد، وتركيزه على خامة الخشب، وحضور الحرف العربي، وصولاً إلى دوره في جمعية البحرين للفنون التشكيلية. بعدها يذهب عباس إلى كشف معنى العالم المعدني للفنان العراقي يحيى الشيخ، وعقدة الفن التشكيلي المرأة برأي الفنان العراقي جبر علوان، وصولاً إلى العلاقة بين اللوحة ونبض الفنان لدى الفنان السوري طلال معلا، ومن ثم الخط، وسيرته مع الفنان السوداني تاج السر حسن. وبعد هذه الارتحالة في حوار الفنانين العرب، يعود بنا عباس إلى الخليج، وحوار بعنوان حروف تثمل بمساحات اللون مع الفنان القطري علي حسن، وليأخذنا بعد ذلك إلى الفنان الجزائري الهاشمي عامر، ومنمنمتي عصرية ولغتها كونية، ثم ليقف عند الفنان الأردني محمد الجالوس، وحوار بعنوان الوجه يمر بمراحل مختلفة على سطح لوحتي، ليقف عند عوالم الصورة والفوتوغرافيا لدى المصور البحريني حسين المحروس، وحوار يقر فيه بأنهُ ما كتب نصاً لم تحضر الكاميرا فيه. السيطرة على اللون استعاضة عن الرسم بهذا العنوان يحاور عباس صديقهُ الفنان اليمني حكيم العاقل، متوغلاً في عوالمه، ثم يذهب إلى حوارية الرسم والطين المفخور مع الفنان السوري فادي يازجي. ليعود بعد ذلك إلى عوالم لغة العصر، الفوتوغرافية، وحوار بعنوان المصور الفوتوغرافي الحقيقي شخص غير دقيق الملاحظة مع الفوتوغرافي العماني بدر النعماني. وإلى عوالم التسويق واحتكار الفن، يبحر عباس مع الفنانة البحرينية بيان كانو، في حوار تؤكد فيها عدم إيمانها بمبدأ احتكار الفن، ليذهب بعها للتمازج بين الموسيقى واللون، وحوار يحمل عنوان الموسيقى/ اللون هي العنصر الأساسي في مقاربتي البصرية للفنانة اللبنانية ماجدة نصر الدين. ليختم حواراته بحوار الفنان البحريني محمد المهدي، تحت عنوان عاشق القطط الملونة ومناظر الطبيعة السوداء.