مع أنّ هذا السؤال لم يُطرح ولن يُطرح لاستحقاق الفنانة للوسام، ولكني أجده مدخلاً للحديث عن هذه الفنانة، وعن تكريمها بهذا الوسام الغالي الذي يحمل اسم المؤسِّس الملك عبد العزيز، وتسلّمته من قائد الوطن ومليكه الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، وبدعم وتقدير من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، التقدير الذي يراه التشكيليون أنه لكل فنان وفنانة في هذا الوطن ممثلين بالفنانة صفية. أعود للسؤال (لماذا كُرِّمت صفية بوسام المؤسِّس) سؤال قد يحضر في ذاكرة كل فنان وفنانة العارفين بمشوار صفية أو من لا يعرف، وكذلك ممن لا علاقة له بالفن التشكيلي، نعم تستحق بكل جدارة للكثير من الصفات، ومع معرفة لجميع أنها مولودة وفي فمها ملعقة من ذهب، إلا أن الوطن كان هاجسها، فوظفت ريشتها ووقتها وتحملت لكثير من الصعوبات دون ضجيج ولا بحث عن شهرة، حريصة على ألا تفرط بأي لوحة من لوحاتها التي غمست لها فرشاتها في رمال الوطن وبللتها بماء بحاره، وعطرتها برائحة كل جزء من تراثه . بحثت وتنقلت من منطقة إلى أخرى تارة بلوحاتها وألوانها ترسم مباشرة، وتارة ترصد بالكاميرا ملامح جمال الوطن وأصالته، لم تغرها الفنون الحديثة ولم تركض خلف المنافسة، كانت تكتب اللوحة رسماً وتروي بها حكايات ومواقف، لا زالت في ذاكرة من بقي من زمن الطيبين كما أطلقت على معرضها الدائم في دارتها. أقامت دارة لإبداعها إهداءً للوطن ولأجياله بتكلفة ليست قليلة، وبتصميم يحمل عبق أصالة المعمار في المنطقة الغربية فجمعت المبنى والمعنى، لم يكن لها حضور في الساحة التشكيلية إلا بما يجب أن تحضر به وهي اللوحة، لم تثر قضية، أو تصادم قلماً، أو تهاتر في ملتقى أو ندوة، أو تتحدث عن نفسها بقدر ما كانت أكثر تواضعاً وخجلاً عند الإلحاح، تركت الآخر يقول ما يشاء باللسان أو القلم، وهي تقول ما شاءت بالفرشاة والألوان و(الكانفس) لوحة الرسم، فاستحق التكريم الأكبر والأسمى، مع ما مُنحت في مشوارها من تكريم وإعجاب.