×
محافظة المنطقة الشرقية

أسباب كافية لتجنب مياه القنينات البلاستيكية

صورة الخبر

شهر الرحمة والفضيلة والرضوان والغفران شهر رمضان المبارك وفيه ولا شك السعادة والنجاة، ومما لا شك فيه أيها الأحبة أن السالك طريقه لله من خلاله والشاق على نفسه متحملاً مشقة العبادة والتي تنقسم لقسمين بوجه خاص، العبادة الفردية والعبادة الجماعية، ولكل عبادة فرعان أساسيان إن استقام العبد فيها أقام عدته ومجّد ذاته في سجل العابدين. العبادة الفردية يستعين بها العبد بطاقة الصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرداً بشكل مستمر فيحافظ على طاعاته ويلتزم بأوراده مُسبحاً ومهللاً ومكبراً الله جل شأنه، الذكر من أهم ما يكرس العبادة الفردية كما الالتزام به يعطي النفس الأريحية في تقديم الأكثر والإقبال على الطاعات بشكل أوفر، والعبادة الجماعية مفردة مهمة لتقوية الروابط الروحية ودعمها من أجل الإستمرارية في بناء المجتمع وللحفاظ على الهوية الإسلامية، والتمسك بالدين وتعاليمه. الوصول للسعادة الأبدية يتوقف على تطهير النفس من الرذائل، والإنس بلقاء الله، وإن من حيل بينه وبين الله والوصول إلى درجات العصمة والكمال هو مبتلى ويعود ذلك من كثرة المعاصي والذنوب والآثام، وهي علامة كبرى من عدم التوفيق حتى للطاعة، يمكن للفرد التوقف برهة ليتدبر أمره بوجود هذا الخلل بشكل سريع ليعالج ذلك بسرعة التوبة والعودة إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة. العبادة الفردية عبادة ذاتية أولية وهي عبارة عن الصلوات وما يقوم به العبد من واجبات مفروضة، والثانية الفردية الثانوية هي عبادة الجوارح والجوانح فيما يمسكه العبد على نفسه من انكار المنكر فلا يسمع الغيبة ولا يمارس النميمة ولا يتجسس ولا يذهب للحرام برجليه ولا يمسك مالاً حراماً ولا يشهد زوراُ أو يقف مع الباطل، والجوانح على مستوى الروح أن لا يفكر بمحرم ولا يظن مع إن بعض الظن إثم ، ولا يحكم على الناس بالباطل إلا ما ظهر بجهر وبينة، فتلك عبادة فردية يمكن لها الرقي لمعرض العصمة الذاتية. العبادة الجماعية وصفة للتزكية مهمة لزوال الغفلة ووقود الروح الإيمانية، بالطاعة الجماعية يمكن للفرد التراقي ووصول المراقي ومنها البذل في سبيل الله بالعطاء ومشاركة الأخوان وصلة الرحم وحضور مجالس الذكر والتطوع الخيري والأعمال التي فيها مشاركة وأعمال الإنقاذ والبذل المشترك، ومنها ما هو أكبر من التعليم والتدريس ونشر العلم بين المؤمنين كمن يعلم القرآن ومن يهدي للسنة والسيرة الطاهرة، وهي أعمال عبادية جماعية يشترك فيها الأفراد والمجتمعات لتعم الفائدة ويزيد الدين قوة وانتشارا، وفيها رضى الله جلّ جلاله. العبادة وقود يزيد من عزم الذات على الثبات، يعزز قوة الإنسان نحو التقدم والازدهار، يوفر الموقع الملائم للثبات والصلابة والاستقرار، فالروح تعشق ما يروضها ويهذبها ويزكيها. شهر رمضان فرصة ذهبية للجميع من اقتناء الرضوان بفصل من فصول العبادة، بتعويد النفس على الطاعة، بفرد الفصول وتحويلها من عادية إلى غير اعتيادية، بالوقوف أمام الله لحظات تأمل ووقفة مع الذات بالتفكر فيما فعلت وما عملت وما قمت به من أفعال لا ترضي الله، وما يمكنني فعله لتحسين العلاقة مع الله وتقوية ذاتي ونفسي من أجل أن أكون من عباد الله تعالى. فرصة تتجدد لكنها ليست مضمونة فمن عاش الزمان يدرك أن أقواما بالأمس كانوا معنا واليوم رحلوا عنا وقد خسروا فرصة التوبة ولعلهم ما أدركوا من الفضل شيئا، فالعبرة من الاستفادة لربح السعادة الأبدية بفرصة ذهبية.