بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بأنها وراء ظهور تنظيم داعش، وبالتقصير في مكافحته، قالت وزارة الدفاع الروسية بأن التنظيم المتطرف الذي وقف الغرب وراء قيامه بهدف إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، خرج اليوم من تحت سيطرة رعاته الغربيين وبدأ السعي في تحقيق مصالحه الخاصة، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس (2 يوليو/ تموز2015 ). وكالة أنباء نوفوستي الروسية نقلا عن أناتولي أنطونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، تصريحًا في ختام اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في بطرسبرغ جاء فيه قوله إن قيام كيان إرهابي يطلق عليه (داعش) في العراق وسوريا يثير قلقًا بالغًا.. تشكيل هذا التنظيم جاء بدعم مالي وعسكري من دول الغرب وحلفائه، من أجل القضاء على نظام بشار الأسد. وأردف أنطونوف: إن الإرهابيين والمتطرفين يخرجون اليوم من تحت السيطرة سعيا وراء تحقيق مصالحهم الخاصة.. وهذه التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط تهدد دول منظمة شنغهاي بصورة مباشرة. ثم قال: لم يعد سرًا على أحد أن آلاف المتطرفين يكتسبون الخبرة في الشرق الأوسط، وبينهم من وصل من الدول الأعضاء في دول شنغهاي.. ولقد شاهدنا في فرنسا والدنمارك ودول أخرى ما يمكن أن يرتكبه هؤلاء المسلحون بعد عودتهم إلى ديارهم. وأشار المسؤول الروسي كذلك إلى تدفق الأموال بكميات هائلة بهدف تجنيد مقاتلين جدد للانضمام إلى صفوف (داعش)، مضيفًا: إنه يخلق خطرًا واقعيًا يهددنا جميعًا.. وفي هذا الوضع، من المهم أن نراقب التطورات عن كثب وأن نتخذ خطوات عملية لإزالة المخاطر التي مصدرها هذه المنطقة. من ناحية ثانية، أوضح أنطونوف أن عناصر حركة طالبان وتنظيم داعش تكثف أنشطتها في أفغانستان، وأن الحديث يدور حول إرسال تشكيلات مسلحة إلى هذه البلاد، التي تشهد عمليات نزوح جماعية على خلفية هذه التطورات، وشدد على ضرورة التركيز على عدم السماح بتحول أفغانستان إلى آلية لزعزعة الوضع في دول منظمة شنغهاي. وكان وزيرا دفاع كل من روسيا والصين تطرقا في اجتماعهما أمس على هامش لقاء وزراء دفاع بلدان منظمة شنغهاي إلى هذه القضية من منظور ما جرى الاتفاق حوله مع بقية وزراء دفاع بلدان المنظمة التي تضم كلا من روسيا والصين وبلدان آسيا الوسطى كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وخلص وزراء دفاع بلدان مجموعة شنغهاي إلى ضرورة حفز وتوحيد الجهود الرامية إلى التعاون في مجال مكافحة ما وصفوه بـالشرور الثلاثة وهي: الإرهاب، والنزعات الانفصالية المتطرفة، وتهريب المخدرات. وقال ديمتري ميزينتسيف، السكرتير العام للمنظمة، إن المرحلة الراهنة لتطور العلاقات الدولية تتسم بتصاعد أخطار التحديات التي تهدد أمن دول المنظومة ولا سيما أخطار الإرهاب من جانب (داعش) بسبب انتشار ظاهرة انضمام كثيرين من شباب هذه البلدان، يقدر عددهم بآلاف إلى (داعش)، وما يعني ذلك من أخطار تهدد بلدانهم بعد عودتهم إلى أوطانهم. وأشارت المصادر الرسمية كذلك إلى أن اجتماع بطرسبرغ تطرق أيضا إلى الأوضاع الراهنة في أفغانستان التي قالوا إنها طالما كانت قاعدة لتدريب الفصائل الإرهابية ومقاتلي داعش.