ارتفع عدد ضحايا المواجهات المسلحة في مصر إلى 36 جنديا ومدنيا مصريا و38 جهاديا من صفوف الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية في هجمات واشتباكات غير مسبوقة في شبه جزيرة سيناء الاربعاء، حسبما اعلنت مصادر امنية وطبية. ويشن جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية هجمات جارية على حواجز للجيش ومنشآت امنية اخرى في عدد من المناطق في شبه جزيرة سيناء. وتعتبر شمال سيناء الواقعة شرق البلاد معقلا لتنظيم انصار بيت المقدس الجهادي الذي بات يطلق على نفسه اسم ولاية سيناء منذ ان بايع تنظيم داعش المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا. وقالت المصادر الامنية والطبية ان معظم القتلى الـ 36 من الجنود وليس المدنيين، فيما قتل 38 جهاديا في المواجهات المستعرة. واوضحت صحيفة الاهرام المملوكة للدولة على موقعها الالكتروني ان 30 شخصا على الاقل اصيبوا في هذه المواجهات. وحذر مسؤول طبي بان حصيلة الضحايا قد تكون اكبر بكثير من غير ان يكون بوسعه ذكر عدد محدد لوكالة فرانس برس. وقال مسؤول طبي آخر تحدث دون كشف هويته لفرانس برس ان سيارات الاسعاف تنتظر امام المستشفى. لا يمكنهم مغادرة المكان بسب الهجمات. الناس هم من يحضرون الضحايا، مشيرا الى ان سيدة قتلت بطلق ناري في الرأس ونقلها مدنيون الى مستشفى العريش. وكان مسؤول امني اعلن في وقت سابق ان 15 جنديا مصريا على الاقل قتلوا في هذه المواجهات. وقال مسؤول كبير في الجيش لفرانس برس انها حرب. المعارك لا تزال جارية. من جانبه، تبنى فرع تنظيم داعش في مصر ولاية سيناء هذه الهجمات الدامية ضد الجيش. واوضحت مصادر امنية ان الهجمات تمت باستخدام سيارة مفخخة وقذائف هاون وقذائف ار بي جي، مشيرة الى ان الهجمات ادت الى تدمير كبير للغاية في حاجزي ابو رفاعي وصدر ابو حجاج في الشيخ زويد. وتجري اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الجيش تستخدم فيها مروحيات الاباتشي العسكرية بحسب نفس المصادر. من جانبه، اوضح الناطق باسم الجيش المصري في بيان على صفحته على فيسبوك ان قرابة 70 عنصرا ارهابيا هاجموا 5 كمائن (حواجز) في قطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن. واضاف ان هذه الهجمات ادت الى استشهاد واصابة 10 أبطال من رجال القوات المسلحة و مقتل 22 ارهابيا. وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من اغتيال النائب العام المصري هشام بركات بسيارة مفخخة استهدفت موكبه في حي مصر الجديدة شرقي القاهرة. وبركات ارفع مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات اسلامية متطرفة تنفيذها ردا على الاعتقالات والاحكام التي صدرت بحق اسلاميين منذ الاطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013. كما تقع غداة انفجار سيارة تحتوي على متفجرات بشكل خاطئ في حي 6 اكتوبر غربي القاهرة في حادث اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص يشتبه بانهم مسلحون، ولاحقا قتل مسلحون شرطي خارج متحف الشمع في حلون في جنوب القاهرة. وتحدث هذه الاعتداءات رغم اتخاذ الجيش المصري اجراءات امنية للحد من هذه الهجمات منها اقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة كذلك فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في قطاعات كبيرة من شمال سيناء. ووفقا للسلطات قتل مئات الشرطيين والجنود في هجمات شن القسم الاكبر منها الجهاديون في شمال سيناء منذ 2013. وقتل في بعض الهجمات ايضا شرطيون وجنود في القاهرة. وفي 12 ابريل الفائت، قتل 11 من افراد الامن هم ستة عسكريين وخمسة شرطيين، في هجومين منفصلين احدهما ضد مدرعة للجيش والثاني تفجير مركز للشرطة في العريش. وفي 2 ابريل الفائت ايضا، قتل 15 جنديا في هجمات متزامنة في شمال سيناء. لكن اكبر الهجمات حصلت في يناير 2015 واكتوبر 2014 حين قتل 30 جنديا عل الاقل في كل منهما.