قال المستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب في مصر، إنه سيعرض مشروع قانون مكافحة الإرهاب على مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم (الأربعاء)، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، في استجابة فورية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعديل القوانين الحالية ووضع تشريعات جديدة من أجل القضاء على الإرهاب. وكان السيسي قد وجّه خلال مشاركته في تشييع جنازة النائب العام هشام بركات بضرورة تعديل القوانين لتحقيق العدالة بأسرع وقت، قائلا إن «يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين». وقُتل النائب العام المصري في هجوم بسيارة ملغومة أول من أمس استهدف موكبه بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة. وأوضح الهنيدي في تصريحات للمحررين البرلمانيين أمس أن ذلك المشروع ليس جديدا، وإنما كان موجودا بمجلس الدولة، منذ ما يتعدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، وقام المستشار مجدي العجاتي رئيس لجنة الأمن القومي المنبثقة عن الإصلاح التشريعي، بعرضه مجددا على اللجنة، كما طالبت وزارة العدل بعرض مشروع القانون عليها، لإبداء ملاحظاتها بشأنه وإدخال التعديلات اللازمة. وأضاف أنه عقب وصول مشروع القانون من وزارة العدل، الأسبوع الماضي، انتهت لجنة الإصلاح التشريعي من مراجعته وإدخال تعديلات عليه، ليتم عرضه غدا على مجلس الوزراء. وكشف مقرر لجنة الإصلاح التشريعي عن أبرز التعديلات التي تمت إضافتها على مشروع القانون، ومنها ما يتعلق بالإجراءات ومنها ما يتعلق بالعقوبات، مشيرا إلى أن التعديلات تضمنت اختصار الإجراءات بشأن جرائم الإرهاب، وذلك من خلال سرعة الإجراءات داخل المحاكم المخصصة لجرائم الإرهاب. وتابع: «التعديلات تضمنت منح سلطات إضافية لمأموري الضبط القضائي بهدف التعامل بشكل أفضل مع تلك الجرائم، وكذلك منح سلطات أخرى للمحققين في جرائم الإرهاب خلال إجراء تحقيقات في تلك الجرائم، وكذلك منحهم سلطات محكمة الجنح المستأنفة المنعقدة في غرفة المشورة». وأضاف أن من بين التعديلات أيضا تسهيل الإجراءات المتعلقة بفحص حسابات البنوك والاطلاع على الأموال بالبنوك، التي لها علاقة بجرائم الإرهاب. من جهة أخرى، قرر مجلس إدارة نادي قضاة مصر برئاسة المستشار عبد الله فتحي إلغاء حفل الإفطار السنوي الذي كان مقررا له يوم الجمعة المقبل، حدادا على مقتل المستشار هشام بركات، وقرر مخاطبة مجلس الوزراء لإطلاق اسم «شهيد الوطن المستشار هشام بركات»، على ميدان «رابعة العدوية» بمنطقة مدينة نصر، ليظل هذا الرجل رمزا خالدا لمصرنا الجديدة. وميدان رابعة العدوية له رمزية كبيرة لدى جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، باعتباره مقر اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، قبل أن تقوم قوات الأمن بفضه بالقوة في أغسطس (آب) 2013، حيث قتل المئات منهم. وأوضح نادي القضاة أن جموع القضاء يصرون على أداء رسالتهم وواجبهم نحو وطنهم وشعبهم العظيم، دون أن ترهبهم أو تثنيهم مثل هذه الجريمة النكراء عن أدائها. وأكد النادي أن «المستشار بركات راح ضحية عمل إرهابي غادر وخسيس لا دين له ولا أخلاق».