×
محافظة حائل

رئيس الاستخبارات العامة

صورة الخبر

في لقاءاتي مع والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان لقاء البحر الذي يفرض لونه كما يشاء، كان -رحمه الله- مَن يجعلك بعد الجلوس إليه تؤمن بأن الجبال ليست متشابهة، ولا النجوم بنفس الحجم، وأن الإنسان كتلة من طين، لا قيمة له إن لم يحب تراب وطنه، وشعبه، وأمته. يجعلك تؤمن بأن الله قد خلق الإنسان ليحب، ويصبح هذا الحب متاحًا لكل الناس، يتداولونه، ويتبادلونه، ويتقاضون على استعماله؛ جاعلاً منه عملة نادرة كالماس تعرف قيمة نفسها، ونفخ فيه العواطف فجعل من ذلك الحب مشاعر تسيل لها الأجفان والوجدان. حتى تعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لا يكفي أن تقرأ سيرته فقط، فما كُتب عنه بعض منه، وليس كلّه، ومَن حظي بلقائه لا بدّ أنه يعرف شكل البشر عندما يمارسون الحب من الأعماق، وكيف هم يظهرون على إنسانيتهم رغم كل الظروف. ذلك الملك العظيم الإنسان الذي صدره بيتك، والذي لا تعرف غير أشعة الشمس خصاله، والذي إن أتيت إليه في غمرة الأوجاع تستكين له، يرافقك صوته بكلماته الأبوية كظلك.. هل عرفت الآن أيُّها القارئ الكريم مَن أنعى اليوم؟! لقد منحنا والدنا الملك عبدالله -رحمه الله- حبّه الذي لا تعادله كنوز الأرض.. فيا حبيبنا.. يا أيُّها الملك الصالح.. يا مَن كنت تسبح كالأسماك في مياه قلوبنا.. رحمك الله يا والدنا، وعزاؤنا نعم رحلت لكن لن ولم تمت. A.natto@myi2i.com