أعلنت قيادة القوات المشتركة عن استشهاد الرقيب محمد بن علي بن محمد آل مليد - رحمه الله - من منسوبي القوات البرية فجر أمس إثر إصابته بمقذوف أثناء أدائه لواجبه دفاعاً عن دينه، وحماية لحدود وطنه من المتمردين المعتدين، على الحد الجنوبي بمنطقة نجران. وقد شيعت جموع غفيرة من اهالي منطقة عسير ظهر امس الثلاثاء شهيد الواجب الرقيب محمد بن علي بن محمد ال ميليد العسيري وذلك في مقبرة قرى ربيعة ورفيدة غرب مدينة أبها. وتقدم المشيعين اللواء ركن محمد بن أحمد الشيخي قائد معهد سلاح المدفعية، حيث نقل لذوي الشهيد تعازي سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وكافة القيادات العسكرية وزملائه منسوبي اللواء الرابع بمنطقة نجران، مبينا أن الجميع يتمنى المشاركة في تشييع زميلهم ولكن الظروف الحالية لا تسمح لهم بذلك نظرا لمرابطتهم على الحدود، سائلا الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. من جهتهم عبر ذوو الشهيد عن شعورهم بالفخر والاعتزاز لاستشهاد أحد أبنائهم مبينين بأنهم على أتم الاستعداد للتضحية بأرواحهم وكل غال ونفيس فداء لهذا الوطن الغالي. وكان الشهيد الرقيب محمد بن علي بن محمد آل ميليد العسيري (38 عاما) مرابطا مع زملائه بمنطقة نجران تلبية لنداء القيادة مع بدء «عاصفة الحزم» في مواجهة المتمردين على الشرعية في اليمن الشقيق، ولفظ انفاسه الاخيرة مساء امس الأول الاثنين إثر مواجهة مع الحوثيين على الشريط الحدودي. وودع الشهيد الرقيب العسيري والده ووالدته وزوجته واطفاله الاربعة الاسبوع الماضي في قرية رحبان غرب مدينة ابها متجها الى منطقة نجران وهو مستعد للشهادة حيث اوصى والده وزوجته باستقبال نبأ استشهاده في أي وقت. «عكاظ» التقت بأسرة الشهيد الرقيب العسيري في قرية رحبان غرب مدينة أبها حيث كان والده محمد بن علي ال ميليد العسيري صابرا ومحتسبا ومؤمنا بقضاء الله وقدره بعد تلقي نبأ استشهاده، معبرا عن شعوره بالفخر والاعتزاز لاستشهاد ابنه اثناء أداء واجبه مدافعا عن الدين والمليك والوطن، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ومؤكدا انه وجميع أبنائه وقبيلته يفخرون باستشهاد الرقيب محمد، مضيفا «إنه لشرف عظيم أن منح ابني هذه المكرمة فداء للدين وللوطن وتلبية لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، ونحن راضون بقضاء الله وقدره»، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الوطن وقادته من كيد المتربصين وأصحاب الأطماع الخائنين. من جهته أوضح شقيق الشهيد وهو أحد المرابطين على الشريط الحدودي بمنطقة جازان، ان شقيقه الشهيد التحق بالخدمة العسكرية قبل حوالى ١٦ عاما، ووصل إلى رتبة رقيب في اللواء الرابع بمنطقة نجران ولديه أربعة أطفال هم نورة (١٢عاما)، وسلطان (٩ أعوام)، وخالد (6 أعوام)، والطفلة أنوار وعمرها 8 أشهر. بدوره قال ابن عم الشهيد وكيل رقيب خالد بن علي بن ماطر العسيري والذي يعمل بالقوات البحرية بمنطقة جازان: تلقينا نبأ استشهاد الرقيب محمد بالرضاء بقضاء الله وقدره، وقد عرف يرحمه الله بين زملائه وأقاربه بدماثة الخلق وحسن التعامل وحرصه على رضا والديه وأقاربه، وإخلاصه في عمله». كما عبر عم الشهيد سعد آل ميليد العسيري عن شعوره بالفخر والاعتزاز لاستشهاد ابن اخيه اثناء أداء مهمته مدافعا عن الدين والمليك والوطن، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.