حمل عدد من مسؤولي الإدارات الخدمية في منطقة الباحة وعورة التضاريس وتنافس الأهالي على مواقع المشاريع، وبطء المقاولين والتغيرات المناخية، مسؤولية تأخر بعض المشاريع وتعثرها. وكشف وكيل أمانة الباحة للتعمير المهندس خالد الصايغ عن تخصيص عدد من الأراضي داخل النطاق العمراني بمدينة الباحة لأكثر من 48 دائرة حكومية خلال الأعوام السبعة الماضية، لإنشاء مبان ومرافق لهذه الدوائر الحكومية، بمساحة تقدر بنحو 1.085.854 م2. وأوضح الصايغ، خلال مسامرة في جمعية الثقافة والفنون مساء أمس الأول، أن مساحة الباحة تمثل 6 في المئة من مساحة المملكة، 43 في المئة منها غير قابل للتنمية، كونها أراض جبلية صلبة ووعرة أو أراض مملوكة لمواطنين - أملاك خاصة. وأضاف أن الأمانة تسعى لتطوير المنطقة المركزية بكاملها، إذ تم اعتماد 140 مليون ريال لنزع ملكيات سابقة، علما أن مجموع العقارات التي يفترض نزعها 165 عقارا وكلفتها تتجاوز 420 مليون ريال، موضحا أنه تم الرفع للوزارة بـ53 عقارا لنزع ملكيتها، مؤملا أن يتم اعتماد 820 مليون ريال لنزع كامل الملكيات. ووعد الصايغ بالسعي للسماح ببناء أكثر من 20 دورا على الشوارع الرئيسة ليمكن خدمة المستثمرين وتجاوز أزمة التمدد الأفقي العسيرة، مشيرا إلى أن العمل جار حاليا على فتح أكثر من طريق مواز للطرق الحالية لفك الاختناقات، مؤكدا وجود إشكالات أمام الأمانة عند تنفيذ مشاريعها مع النقل والمرور، لافتا إلى أن مرونة وزارة المالية في اعتماد نزع الملكيات سيسهم في حل معوقات التنمية في المنطقة، مع تعويله على وعي المواطن وإسهامه في تنمية منطقته كون مسؤولية التنمية مشتركة، فيما أوضح وكيل أمين الباحة للمشاريع المهندس عبدالعزيز المالكي أن أمانة الباحة أنفقت على مشاريعها طيلة تسعة أعوام ما يزيد على 3 مليار ونصف المليار ريال في سفلتة وأرصفة وإنارة ودرء مخاطر السيول، لافتا إلى اعتماد 22 مخططا جميعها تحت التنفيذ وفيها 3600 قطعة يمكن للمواطن تنميتها، مشيرا إلى استكمال إنارة عقبة الباحة وسوق الخضار وسوق المواشي واللحوم. وأضاف أن الأمانة بصدد بناء مسلخ نموذجي، وأن العمل جار على نقل الورش إلى المنطقة الصناعية شرق الباحة وشمالها. وأبان أنه تم اعتماد منتزه القيم بكلفة 43 مليون ريال، مؤملا أن تكتمل منظومة الجسور والأنفاق بعد انتهاء موسم الصيف. وكشف عن طرح جسري مشاة للاستثمار في غابة رغدان يطلان على عقبة الباحة بطول 400 م وبهما مطاعم ومقاه ومنفذ بطريقة فنية تغري بالمشي وتحقق مردودا ماليا للمستمثر، مشيرا إلى اكتمال الإنارة في معظم قرى المنطقة خصوصا الطرق الرئيسة، واعدا باستكمال الإنارة في الطرق الفرعية لكل المنازل، فيما أرجع مدير عام صحة الباحة الدكتور غرم الله سدران إشكالية تأخر العمل في البرج الطبي إلى التعديلات التي تم إدخالها عليه ولم يتوفر لها ميزانيات، كون الرؤية الأولى للبرج كانت مختلفة عن التصورات والأفكار اللاحقة، إذ أنه يفترض أنه مخصص لمراكز طبية، ثم جاءت فكرة تحويله إلى عيادة، مؤكدا تنفيذ ما يزيد على 70 مركزا صحيا على مراحل منها المكتمل الذي تم تشغيله، ومنها ما يجري تنفيذه ومنها ما هو في الطريق لاعتماده، وإقامة مركز للقلب بسعة 50 سريرا ومستشفى للصحة النفسية بسعة 200 سرير تأخر تنفيذه عامان، لافتا إلى أن مركز طب الأسنان تم تعديل طاقته الاستيعابية من 25 إلى 50 كرسيا، ما احتاج إلى تعديلات، إضافة لتغير بعض مواصفات المشتريات وعدم مطابقتها للتأسيس. وعزا سدران تأخر تنفيذ المشاريع المعتمدة إلى تنافس الأهالي على المواقع، فكل يريد الموقع بالقرب منه، وعدم مناسبة الأراضي لوعورتها وقسوة تضاريسها، إضافة إلى ضعف إمكانات بعض المقاولين. وشدد على افتراض حسن النوايا في المديرين السابقين، كونه لا أحد من مسؤولي صحة الباحة لا يطمح إلى اكتمال المشاريع وجودة الأداء، لافتا إلى حرص المديرية على استكمال مستشفى المخواة خلال الأشهر المقبلة لتكتمل منظومة المستشفيات العامة، مؤملا أن يتم اعتماد أكثر من مستشفى تخصصي في الباحة قريبا. وأكد نائب مدير مياه الباحة المهندس أحمد جمعان القرشي أن إدارة مياه الباحة غطت بخدمات المياه 53 في المئة من المنطقة، و19 في المئة تحت التغطية، مؤكدا توزيع 90 ألف م3 يوميا من المياه على المواطنين من خلال 330 بئرا و44 سدا إضافة إلى 40 ألف م3 من مياه التحلية من خلال 22 منهلا، مشيرا إلى أن كلفة مشاريع المياه والصرف الصحي تتجاوز 6 مليار ريال. وعزا تأخر بعض المشاريع إلى تحديات الطبيعة وعدم توفر طرق بديلة، إضافة إلى التوقف اليومي بسبب معارضة مواطنين أو خطوط الكهرباء والحاجة أحيانا للحفر العميق للصرف الصحي. فيما كشف مدير فرع هيئة السياحة والآثار في الباحة زاهر الشهري عن الشراكة مع شركة جنوب أفريقية لتبني دراسة وتنفيذ 16 مشروعا لمتوسطي الدخل والشباب، مؤكدا أن مهمة فرع السياحة التسويق للمنتج والدعاية له كون الهيئة تعمل وفق مبدأ الشراكة مع القطاعات الخدمية، لافتا إلى أن وزارة المالية تدعم المستثمرين بتكفلها بـ50 في المئة من كلفة المشروع، موضحا أنه تم اعتماد 20 مليون ريال لقرية ذي عين الأثرية، مؤملا أن تكون الباحة وجهة سياحية أولى للزوار والمعتمرين والحجاج قريبا. وأضاف أن الفرع يدعم مهرجان العسل بـ250 ألف ريال سنويا كما يدعم بقية المهرجانات ومنها مهرجان الرمان ومهرجان الموز. مؤكدا على أهمية الشراكات وفتح مجالات لافتة تستحق الدعم كتطوير القرى التراثية ومنها قصر بالرقوش التاريخي الذي استلمته هيئة السياحة وبدأت إعادة تأهيله، مرحبا بكل الأفكار الخلاقة والممكنة التنفيذ للرفع بها للهيئة، فيما أوضح عضو اللجنة الاستشارية الدكتور علي بن سعيد الغامدي أن اللجنة قدمت 50 مبادرة لتنمية الباحة منها 12 مبادرة مكتملة التصور وسيتم طرحها للتنفيذ قريبا. موضحا أن دور اللجنة الاستشارية المكونة من عدد من الأكاديميين هدفها خدمة المنطقة وتقديم العون للمسؤولين من خلال الإسهام في إزالة العوائق والعقبات والتواصل مع الوزراء ومنسوبي الوزارات. فيما دعا الدكتور إبراهيم عارف إلى الاستفادة من التقنية وعدم المساس بهوية المنطقة المركزية، كونها تاريخا وذاكرة والسائح والزائر يبحث عن عبق الماضي لا عن أهرام خرسانية. وناشد الدكتور صالح عباس المسؤولين في الأمانة تفعيل المرونة في استصدار التراخيص لفتح المحال، وطالب اللجنة الاستشارية برصد عدد الصكوك الصادرة من محكمة الباحة ليمكن أخذ تصور عن البطء وإعاقة التنمية، وأكد عبدالرحمن مهدي على أهمية الرؤية المشتركة للحفاظ على هوية المنطقة. وعزا المهندس يعن الله حلان النجاح إلى تكامل الأدوار ومحاكات نجاحات المدن الصناعية مثل الجبيل وينبع، وركز الدكتور منصور القلطي على أهمية استكمال البنية التحتية لاغراء المستثمرين، وأكد علي مشلح على ضرورة الحفاظ على هوية المنطقة ووضع استراتيجيات آنية ومستقبلية من خلال مختصين، ووصف محمد ربيع الخدمات في الباحة بأنها أفضل من بعض المدن إلا أنه اشتكى من نقص القادرين على التمام.