×
محافظة مكة المكرمة

عام / اختتام برنامج تطوير أداء منسوبي شرطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي

صورة الخبر

حين بدأت السيدة لطيفة المحيميد في شرح طريقتها الخاصة في الانفاق اثارت اهتمام وانتباه جميع من بالغرفة وكن جميعا من السيدات اللواتي اعتدن على التسليم الكامل بحقيقة ان المرأة مسرفة بطبعها وانها تحب الانفاق ولا تستطيع ان تضع اية ضوابط عليه. لطيفة اوضحت أنها تضع خططاً مسبقة للتعاملات المالية حيث انها تعلمت منذ ان كانت في الخارج ان تبحث عن السعر الاقل لاي سلعة تحتاجها طالما كانت تلبي احتياجها كما تريد دون التنازل عن الجودة، وانها تعلمت فكرة التعامل مع كوبونات الخدمات المخفضة، ولم تكن تجد غضاضة في الاستفادة منها تماما في الحصول على وجبات او سلع باسعار مخفضة. المحيميد قالت ايضا انها : منذ عادت للمملكة وهي تحاول ان تعيش كما تعلمت هناك حتى انها تربي صغيرها ذا الاربعة اعوام على قيمة المال، فلا تعطه الا بمقدار ومقابل سلوك حسن او عمل صغير يقوم به .. لطيفة امرأة عاملة وهي تتجاهل من راتبها قسما معلوما ولا تقرب منه مهما كانت الظروف من اجل الادخار وهي ليست ضد العطاء والسخاء ولكن بشرط الا يكون مجلبة للضرر، فهي مثلا ضد من يعطي عاملة المنزل او سائق الليموزين اكثر مما اتفقت عليه معهما حتى لا تضع قانونا جديدا يضر من يستخدمهما بعدها، وفي مجال الهدايا والمجاملات تعمد المحيميد الى نظام التجميع فهدية واحدة للعائلة ككل تكفي عن كل مناسباتهم وعادة تكون هدية منزلية و ليست شخصية. عكس الانضباط لطيفة طرحت اثناء حوارها مع السيدات تجربة مدهشة لامرأة تعرف قيمة المال و تعرف اين تنفقه ولماذا ومتى.. لكن بالمقابل ثمة عشرات بل مئات السيدات اللواتي يناقضن لطيفة في كل تصرفاتهن المالية وانفاقهن. فمثلا ريم الحداد وهي ايضا امرأة عاملة كانت تستمع الى المحيميد بكثير من الاستغراب، تقول عن طريقة انفاقها الخاصة : استطيع ان اقسم مطمئنة الى انني لم اعرف يوما مقدار ما لدي من مال في حقيبتي او رصيدي في البنك كم بالضبط وانا لست من هواة قراءة الرسائل البنكية ولا افهم كثيرا في حركات الدائن والمدين فيها، وعندما اخرج للتسوق ورغم انني اعرف تماما ما احتاجه الا انني عادة ما اشتري اكثر بكثير مما احتاج واخضع لمغريات التنزيلات والتخفيضات وعادة ما اعود ببضائع لا احتاج الى 80% منها. وتضيف الحداد اما في التعامل مع عاملة التنظيف او سائق الاجرة او أي شخص استخدمه لعمل ما فأنا عادة اتفق معه على مبلغ لكنني مع انجازه للعمل الذي اردت، اعطيه اكثر مما اتفقت معه واحيانا اضيف اشياء اخرى كقطع ملابس او العاب او بعض الاثاث الذي لا احتاجها أو طعام او غير ذلك، كما انني لا اعرف كيف اضبط علاقاتي الاجتماعية مع مناسبات معارفي، وهذا امر يثقل كاهلي لكنني لا اعرف كيف اتعامل معه غير انني احمل الهدايا واذهب الى المناسبات واتعب واتكلف كثيرا في كل هدية لكل مناسبة واحيانا انفق آخر ريال معي على هدية لابن اختي مثلا لانني لا اعرف ولا استطيع ان اقصر في امر اعتدت عليه ويتوقعه الناس مني. لا إفراط و لا تفريط اجتماعيا ترى هيفاء الصفوق -كاتبة وقاصة واخصائية اجتماعية- أن التوازن مطلب في الحياة في كل أمورها، توازن في الفعل والقول والعطاء، نجد ان هناك سيدات مبدعات في التوفير وفي ميزانية المنزل، تعين وتساعد، فكم شاهدنا أسرا بسيطة لكن لدى ربة الدار قدرة على التوازن بين ما تريد، وبين ما يريد الأبناء حسب ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، لا افراط ولا تفريط، تعين الزوج على تحمل المسؤولية، ان كان في مصاريف المدارس او المستلزمات الخاصة في المأكل والمشرب، والزيارات والطلعات، مما يخلق بيئة متوازنة ومستقرة نفسيا ومعنويا لها وللزوج والأبناء، وهنا يأتي دور الوعي وحس المسؤولية اتجاه افراد الاسرة. وتضيف بقولها: والعكس تماما تجد ان هناك أسراً جيدة ماديا وقادرة على ذلك، راتب الزوج جيد، وراتب الزوجة جيد ايضا، الا أنهما لا يوفران المال او تراكمت عليهما الديون، بسبب سوء التخطيط والموازنة بين الضروري وغير الضروري، للاسف بعض الزوجات او الأمهات يدخلون عالم المقارنة بالآخرين، ويسرفون في الأموال دون تخطيط او حس المسؤولية، وربما البعض ليس لديه مانع ان يأخذ قرضا من البنك ويتدين مبلغا من المال، في سبيل السفر خارج البلد ، تقليدا للآخرين ، دون مراعاة ظروفهم الاقتصادية، مما يؤثر عليهم فيما بعد، ويؤثر على تربية ابنائهم في ارتداء شيء ليس لهم، مما يشكل الشعور بالنقص، والاولى ان يعلموا اولادهم قدر ما يستطيعون ان يعيشوا حسب ميزانيتهم دون الخوض في المقارنات مع الآخرين لانها سلسلة لا تنتهي. تفسير علمي وتبين الصفوق ان هذا يرجع لعدة عوامل نفسية واجتماعية، بعضهن يعتبر الاسراف وسيلة لتعبير عن ضيقهن من مشاكل معينة ويعتبر تنفيسا لذلك، لذا اشتهرت بعض السيدات بالذهاب الى الاسواق وشراء ما يلزمها وما لا يلزمها، كعملية لتفريغ هذا الشعور السلبي او التنفيس بطريقة خاطئة، وبعضهن كما ذكرت الجهل وقلة الوعي ومحاولة إيجاد قيمة ودور بين المحيط الاجتماعي لكن بطريقة ايضا خاطئة. وتؤكد ان الحياة تواصل وتعارف وتوازن بين ما يستطيع الانسان ان يقتديه او يشتريه وبين مالا يستطيع، والاهم من كل ذلك ماذا يحتوى الداخل في الانسان من الشعور بالاكتفاء النفسي والمعنوي، وكيفية العيش بطريقة متوازنة بين ما يحتاج حسب امكانياته وظروفه. وتشير الى انه منذ الاقبال على شهر رمضان شهر الخير والرحمة، للاسف يفرط الكثير من افراد المجتمع في توفير المأكل ومستلزمات رمضان اكثر من الطبيعي والاحتياج، وللاسف هذا البذخ يرمى فيما بعد في سلة القمامة او البحث عن فقراء لإعطائهم الزائد من هذه الولائم، وتناسينا ان الهدف الأساسي من رمضان هو الإحساس بالفقراء ومعاناتهم والتقليص من المظاهر الخداعة، ومحاولة التقرب الى الله بالطاعات، فهو شهر العبادة لا شهر التفاخر والتبذير، موضحة ان الوعي مهم في كيفية العيش بصورة متوازنة تحفظ للفرد والأبناء حياة كريمة بعيدة عن البذخ الكاذب، وان هناك أمو في هذه الحياة أعمق، في القدرة على مساعدة الآخرين او توصيل المحبة والتسامح بين الناس. التدوين هو الحل بدورها تقول حنان المثنى -مدربة في تطوير الذات- : من المهم جدا للانسان عامة وللمرأة بشكل خاص ان تحدد احتياجاتها واحتياجات من هو مسؤول عنهم بشكل منتظم ومستمر.. فبرأيي تكون المرأة منضبطة في الانفاق اذا حددت ماتحتاج اليه ومايحتاجه المسؤولة عنهم وأهم النقاط ذات الدلالة الواضحة هي التدوين، واصطحاب المدونة الخاصة بذلك اثناء التسوق، ولكن العكس صحيح فكثير منا كنساء للاسف وقد اكون منهم نذهب الى مواقع الجذب المغرية للتسوق دون تحديد الاحتياج ودون كتابة مانحتاج سواء من مستلزمات شخصية او احتياجات منزلية، وبالتالي تكون النتيجة محبطة وقد نعود بما نحب لابما نحتاج وبالتالي سنضطر الى توفير ميزانية جديدة ورحلة تسوق جديدة لما ذهبنا اساساً لشرائه! لذا فان من رأيي إن أهم مايفعله المرء للتوازن في الانفاق هو التحديد ثم التحديد ويتبعه التدوين ثم التدوين، وبالتالي تكون الصورة واضحة لما نحتاجه لا إلى مايغرينا شراؤه، وهناك حيلة اخرى مفيدة من الممكن اتباعها وهي اصطحاب شخص من الدوائر القريبة والذين قد سبق ان خاطبتهم او اشتكيت لهم من سوء الإنفاق او التشتت والتبذير اثناء التسوق. فإن هذا حريٌ أن يجعلك متيقظاً لما تفعله او تقوم بشرائه حتى لو كان هذا الشخص أحد أبنائك، فمن الممكن ان يكون شعورك تجاهه كقدوة يمنعك من ممارسة مالا تريد له الوقوع فيه!