أعلن مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على المتهم باغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، وهو ينتمي لما يسمى ب"كتائب المقاومة الشعبية بالجيزة"، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الحادث. وقال المصدر الأمني المصري في تصريح صحفي أمس إنه تم إلقاء القبض على المدعو محمود العدوى ( سنة - عاطل) في أحد مقاهي الإنترنت بالجيزة، موضحا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المتهم المذكور وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق. إلى ذلك أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الدولة تضع نصب عينها مصلحة المواطنين دون الالتفات لأية ضغوط داخلية أو خارجية لا تراعي المصلحة العليا للوطن وللشعب المصري. وقال في كلمة له عقب انتهاء مراسم التشييع قدم خلالها العزاء للشعب المصري في استشهاد النائب العام، إن الجناة مرتكبي الحادث الآثم لن يفلتوا من العقاب. وأضاف السيسي أن الحرب ضد الإرهاب هي حرب طويلة الأمد، وكان من المتوقع أن تقدم جماعة الشر على مثل هذه الجرائم النكراء، مشيرا إلى أن الدولة ملتزمة بالقوانين المعمول بها والتي تسير المحاكمات وفقاً لها، إلا أن نصوص هذه القوانين الجنائية تكبل عمل القضاء وتحول دون تحقيق القصاص الناجز ممن يريقون دماء أبناء الشعب المصري. وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن الرئيس السيسي وجه بإدخال التعديلات اللازمة على هذه القوانين تمهيداً لإصدارها. وأكد الرئيس السيسي أنه سيتم الالتزام بتنفيذ ما يصدر من أحكام ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية سواء كانت تلك الأحكام بالإعدام أو بغيره من أحكام المؤبد. وشدد السيسي على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة لن تنال من عزيمة الشعب المصري الذي يتعين عليه التكاتف في مواجهة هذه التحديات والأخطار الجسيمة التي يقوم بها عدو خسيس، حيث لا يمكن أن تتم هزيمة شعب موحد يقف يداً واحدة. وأشار السفير يوسف إلى أن الرئيس السيسي تحدث مع مجموعة من قضاة مصر، منوهاً إلى أن الدولة لا تتدخل في عمل وشؤون القضاء، إلا أن الظروف الاستثنائية التي نواجهها تفرض سرعة الانتهاء من إعداد مشاريع تعديلات القوانين المشار إليها تمهيداً لإصدارها. وأشار الرئيس السيسي إلى أنه لن يقوم بتقديم واجب العزاء لقضاة مصر اليوم، وإنما سيتم ذلك عقب إصدار القوانين التي تمكن المصريين جميعاً من القصاص ممن يريقون دماء الشهداء. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تقدم صباح أمس الجنازة العسكرية التي أقيمت لتشييع جثمان الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام. وقال السفير علاء يوسف إن مراسم الجنازة العسكرية تمت بحضور الرئيس المصري السابق المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، ورئيس الوزراء إبراهيم محلب، وفضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، والوزراء وكبار رجال الدولة والقضاء ولفيف من الشخصيات العامة. وتم تشييع جثمان الشهيد الراحل بعد أداء صلاة الجنازة بمسجد المشير طنطاوي قبل أن يوارى الجثمان الثرى في مثواه الأخير، وقام السيد الرئيس بتقديم التعازي لأسرة الشهيد، داعياً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان. من جانبها نعت وفاء عكة، عضو المجلس الرئاسي للائتلاف "نداء مصر" شهيد القضاء المصري، المستشار هشام بركات، واصفة الحادث الإرهابي بالجبان والخسيس، ويخرج من جماعة لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الشخصية على دماء الأبرياء. من جهة ثانية تلقى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أعرب عن خالص تعازيه وأصدق مواساته للرئيس السيسي في استشهاد النائب العام المستشار. وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن الرئيس اليمني أكد خلال الاتصال إدانته واستنكاره لهذا الهجوم ووصفه بالعمل الإجرامى الجبان، معرباً عن عزائه ومواساته لحكومة وشعب مصر الشقيق وأسرة الشهيد الراحل، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل. وأكد الرئيس اليمني وقوف بلاده إلى جانب مصر وتأييدها لما تتخذه من إجراءات رادعة من أجل الحفاظ على أمنها، والقضاء على جميع الأعمال الإرهابية التى تستهدف زعزعة استقرارها وتهديد سلامتها. كما أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس أن الوزير سامح شكري تلقى مساء الاثنين اتصالين هاتفيين من نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الأردن ناصر جودة ووزير خارجية السودان إبراهيم غندور. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي إن جودة وغندور نقلا خالص تعازي بلديهما في حادث استشهاد النائب العام المصري المستشار هشام بركات والذي راح ضحية عمل إرهابي خسيس وجبان استهدف موكبه صباح الاثنين.