لا يزال المخاض الرئاسي اللبناني قائما، ولم تنفع الزيارات الدولية المتتالية وآخرها للموفد الفاتيكاني الكاردينال دومينيك مامبرتي، ولا الاتصالات الدبلوماسية المتشعبة بين السفارات ولا النصائح الغربية والعربية بجعل هذا الاستحقاق لبنانيا بحتا أو بدفع اللبنانيين الى التوجه الى البرلمان لانتخاب رئيس بعدما بلغ الشغور أكثر من سنة. واللافت في الإطار الرئاسي أخيرا، ما رشح من أوساط ألمانية تعيد الكرة الى ملعب المسيحيين اللبنانيين. وتلفت أوساط ألمانية في لبنان الى أنّ ثمة من يجب أن يقتنع من الزعماء الموارنة بأن لا فرصة له للوصول الى الرئاسة الأولى ما يوجب الاتفاق على شخصية تحظى بموافقة جميع الأطراف اللبنانيين. واللافت بأن ألمانيا تظهّر عبر أوساطها الدبلوماسية رفضا قاطعا لتعديل اتفاق الطائف، وهو ما يدعو إليه "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" عبر تنظيم مؤتمر تأسيسي يعيد انتاج دستور جديد للبنان يقول الفريقان إنه سيكون أكثر توازنا في توزيع السلطات بين اللبنانيين. يقول مصدر دبلوماسي ألماني ل"الرياض": هذا الأمر مرفوض كليا، فاتفاق الطائف لا يمسّ". ويشرح:" بأن اتفاق الطائف الذي أصبح دستورا للبنان أبعد الطائفية عن الحياة السياسية اللبنانية وخصوصا أنّه أرسى مجلس شيوخ يمثل جميع الأطياف اللبنانية، وهذا "أمر جيّد جدا" بحسب تعبير الألمان ويجب أن يمتثل به العالم". وعن طرح البعض لمسألة المداورة في رئاسة الجمهورية بسبب اعتلال القرار الماروني، لا يعتبر الألمان أن في الأمر فائدة." المفيد هو أن يكون في لبنان رئيس مسيحي، لأنّ وجود هذا الرئيس يثير التفاؤل بالمنطقة وخصوصا وأنّ نسبة المسيحيين انخفضت بشكل ملموس في لبنان، وبالتالي من المهم إبعاد المذهبية عن الحياة السياسيّة مع الحفاظ على الميثاقيّة وعلى العقد الاجتماعي الموجود". وتضيف الأوساط الدبلوماسية الألمانية:" لا يجب الإنزعاج من كون الرئيس اللبناني مارونيا، في ألمانيا ينتخب الرئيس من قبل 3 اشخاص فحسب، وهذا أمر مزعج للبعض لكنّ التوازن موجود في عمل بقية المؤسسات ومن حق الموارنة أن يختاروا رئيسهم ويقدّمونه للبنان كلّه". في الإطار اللبناني، يستفسر الألمان أيضا عن مسألة النزوح السوري، معربين عن قلقهم من تأثيرات هذا النزوح على المجتمع اللبناني وعدم القدرة على توفير الأموال اللازمة للمساعدة، وعدم تفاعل المؤسسات الإيجابي مع ما تدفعه الدول المانحة. علما بأنّ ثمة 15 ألف نازح سوري انتقلوا للعيش في ألمانيا من خلال برامج ألمانية خاصّة، كما قصد ألمانيا 140 ألف نازح سوري تمّ اختيارهم من نازحي الداخل أو من من تركيا وانتقلوا للعيش في ألمانيا عبر لبنان. ويقول الألمان أنّ ثمة مبالغ مرصودة لوزارات لبنانية من ألمانيا ومن سواها من بلدان أوروبية وهي تصلح لتمويل برامج تربوية واجتماعية خاصة بالنازحين عبر المؤسسات اللبنانية كال20 مليون يورو التي رصدت لوزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، لكنّها تحتاج الى إقرار الحكومة والى موافقة البرلمان اللبناني. وتكشف أنه يوجد اليوم حوالي ال80 مليون يورو لا تجد لها سبيلا الى الصرف بسبب تعطل البرلمان والحكومة اللبنانيين.