عاش كائن غريب صغير منذ أكثر من 500 مليون عام لديه صفوف من النتوءات الحادة وأقدام أمامية ناعمة مثل الريش لالتقاط الطعام من مياه بحار هي فيما يعرف الآن بالصين. وأعلن علماء عن اكتشاف حفرية محفوظة بشكل جيد في إقليم يوننان الصيني لواحد من أغرب الحيوانات التي عاشت على ظهر البسيطة. عاش هذا الكائن واسمه العلمي «كولينسيوم سيليوسم» في العصر الكمبري وهي حقبة محورية في تاريخ الحياة على الأرض شهدت ظهور غالبية المجموعات الأساسية في عالم الحيوان والكثير من التركيبات الجسمانية العجيبة التي ظهرت ثم اندثرت، حسب «رويترز». وقال خابيير أورتيجا إرنانديث الباحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة بجامعة كمبردج الذي ينشر بحثه في دورية بروسيدينجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسيز «كولينسيوم هو بالقطع حيوان غريب الشكل وإذا التقى به واحد منا في هذه الأيام خلال رحلة غطس سيكون الأمر صادما». لكن زميله الباحث شي قوانغ تشانغ من جامعة يوننان في الصين يرى أن رغم شكل هذا الكائن المخيف «قد يحبه البعض ويعتبرونه وحشا وسيما». ويعني اسمه «وحش كولينز المشعر» في إشارة إلى ما يشبه الشعر في الجزء الأمامي من الكائن مع تكريم للعالم الكندي ديزموند كولينز الذي قدم منذ عقود فهما كاملا عن كائن مشابه. ويقول أورتيجا إرنانديث إن كولينسيوم عاش منذ نحو 515 أو518 مليون عام ويعتبر الجد الأكبر للديدان المخملية التي تعرف باسم حاملات المخالب في يومنا هذا والتي تعيش في الغابات الاستوائية. ويبلغ طول كائن الكولينسيوم عشرة سنتيمترات ويوجد على ظهره 72 نتوءًا حادا يبعد بها الأعداء وهو من أول الكائنات الرخوية المسلحة. يأخذ جسمه شكل النقانق وله ستة أزواج من الأرجل الأمامية الشبيهة بالريش وتسعة أزواج من الأرجل الخلفية ذات المخالب ورأس منتفخ بصلي الشكل. وهو يحصل على غذائه بفرد أرجله الأمامية الناعمة لتصبح كسلة من الريش تسقط فيها ذرات الطعام. والكولينسيوم هو قريب كائن غريب آخر هو الهالوسيجينيا الذي حير العلماء وخلطوا بين رأسه وذيله. واكتشفت حفرية الهالوسيجينيا في موقع بورجيس شيل في جبال روكي بكندا ويتراوح طولها بين عشرة و55 ملليمترا ولها سبع فقرات عمودية مزدوجة ناتئة من ظهرها وعدد مماثل من الأرجل ذات المخالب.