أولا عظم الله أجرنا جميعا في وفاة إخوة لنا في الدين وفي المواطنة والحمدلله أنهم توفوا صائمين ساجدين في يوم جمعة، وكم هي سعيدة جهنم أمس وهي تستقبل منتحرا جديدا صدق أنه بفعلته تلك سيفطر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبعدها سيزف عريسا للحور العين المنتظرات أمثاله على أحر من الجمر، وفيما يحتفل مشايخ التكفير بتخرج أبناءهم من الجامعات الغربية، ثم يحتفلون بزواجهم، وبعدها باعياد ميلاد أحفادهم، لا يتورعون عن تزيين قتل الأبرياء في أعين الشباب الصغار من قليلي العلم والخبرة، ويغرونهم بأن ذلك حلال، ونتيجته جنة عرضها السموات والأرض، والغريب ان لا أحد من هؤلاء سأل شيخا تكفيريا لماذا لا يسارع هو إلى تفجير نفسه، أو حتى يحض عياله فلذات كبده على التحزم ببضعة كيلوات من الديناميت، ومن ثم تفجير أنفسهم في مسجد أهله يصلون لربهم، أو في سوق رواده يبيعون ويشترون حاجاتهم، أو حتى في مكان عام قصده الناس للتنزه والترويح عن النفس. طبعا لا فائدة من تذكير هؤلاء بقول المولى جل وعلا بأن من قتل نفسا ظلما وعدوانا فكانما قتل الناس جميعا لأنهم لا يعتقدون بانطباق تلك الآية عليهم، وقتلهم لانفسهم لا يعتبرونه انتحارا بل كرامة، وقد بلغوا في تطرفهم مرحلة لا ينفع فيها رجاء، ولا يفيد فيها نصح، ولا منجاة لنا منهم إلا بقتلهم، والتخلص من شرهم الذي عم بلادنا من الخليج إلى المحيط، وإلى ما وراء المحيط كذلك. عصابة داعش صارت هما عالميا وليست إقليميا فقط وأصبح اجتثاثها والقضاء عليها قضاء مبرما أمرا ضروريا، فهؤلاء المخابيل لا يعترفون إلا بلغة الدم فهم مثل دراكيولا ينتشون بمنظر الدم، ويسكرون من رائحته، ويتلذذون بطعمه. هؤلاء التكفيريون الطائفيون يعتقدون ان الكويت ستقع بين أيديهم بسهولة، ونقول لهم نعم ستقع بين أيديهم كما وقع غيرها إذا فرطنا نحن سنة وشيعة في وحدتنا، ورضينا على انفسنا ان نسير على خطى العراقيين والسوريين، ونرتكب نفس أخطائهم، أما إذا استمرينا على ترابطنا، وقناعتنا بأن الدين لله والوطن للجميع، فساعتها سيتكسر حلمكم على رؤوسكم، ولن تصلوا لمرادكم بحوله تعالى، ونحن جميعا مع شيوخنا لكم بالمرصاد، وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. عزيزة المفرج