قرأت أخيراً أن قاموس أوكسفورد الإنجليزي، الذي صدر عام 1911 بواسطة الأخوين هنري وجورج فولر (Henry and George Fowler)، قد كشف عن إدخال 500 كلمة جديدة في لغة الخطاب تتواءم مع حاجة المجتمع وتطور استخدام اللغة فيه. بعض هذه الكلمات استخدمها العامة في أحاديثهم في مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة، وبعضها الآخر فرضته المخترعات الجديدة .. الخ. وتساءلت مع نفسي: هل تقف لغتنا العربية عاجزة عن التواؤم مع المتغيرات، وأن تتجدد بما يتناسب مع لغة العصر وخصوصاً الخطاب الموجه للشباب؟! *** إن الشباب معروف عنهم حب التجديد والتحديث، وينجذبون للطرق العصرية، واللغة المتجددة، وهناك جهود لإبعادهم عن لغتهم. وهو ما يُذكرني بما شاع عن أن مجمع اللغة العربية قدم مقابلاً لكلمة «ساندويتش» الإنجليزية Sandwich هو: «شاطر ومشطور وبينهما طازج”. والشاطر والمشطور هو الخبز المقسوم في الوسط ، أما الطازج فهو (الحشوة) التي نحشوها داخل هذا المنشطر إلى نصفين!! *** والواقع أن الشائعة السابقة كانت فرية على مجمع اللغة العربية، فليس ضمن كلمات المعاجم اللغوية إلا كلمة “شطيرة” التي عرَّفها المجمع بأنها «خبزة تشق ويوضع فيها الإدام» وجمعها شطائر، وكتب بجوار التعريف «محدثة» أي أنها من الكلمات التي استحدثت في العصر الحديث ولم تكن موجودة قديماً، وواضح أن هذه الكلمة هي المقابل لكلمة «ساندويتش» الإنجليزية. *** وأخيراً.. رغم إيماني بضرورة تعلم اللغات والعلوم الأخرى، فإن علينا ألا ننسى لغتنا الأم التي هي لغة القرآن الكريم، وهي لغة حضارية ضاربة في القدم، وليست مجرد مفردات أو كلمات إنما هي أداة تواصل حضاري. #نافذة: [[أنا البحر في أحشائه الدر كامن ** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي]] من قصيدة « اللغة العربية تنعى حظها» - لحافظ إبراهيم nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com