تولى الشيخ إبراهيم البوق إمام وخطيب جامع أبوعبيدة بن الجراح في حي البلد في ضباء إمامة المصلين في رمضان منذ أكثر من 35 عاماً، ويقول في حديثه لـ «عكاظ»: إن الروحانية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان لا تتغير، وأن الطاعة والعبادة تكون في زيادة وليس في نقصان. وينصح الأهالي باصطحاب أبنائهم إلى صلاة التراويح لتعويدهم عليها منذ الصغر، إذ كنا في صغرنا نتعود على الأذان والصلاة والإمامة منذ سن السابعة والثامنة، ويتذكر أنه بدأ إمامة المصلين في العاشرة من عمره في مسجد إبراهيم العبيدان في جامع البحر القديم بالمحافظة، ومساجد أخرى في حي المقيطع ومسجد الهباج بجوار ابتدائية الزبير. ويتجاوز عدد المساجد التي عمل بها العشرة، إذ أنه كما يقول لم يكن مرتبطا ارتباطاً كلياً مع وزارة الأوقاف وكان طالب العلم وكان يعتمد عليه حتى جانب الخطابة وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. وأشار إلى أن رئيس محكمة ضباء إبراهيم زوالي كان يسند إلينا الخطابة على المنبر الذي كان يخطبه منه يوم الجمعة. وأكد الشيخ إبراهيم البوق، أن محاسن الإسلام وتوفيق الله سبحانه وتعالى يجمع الناس وراء الإمام الذي يجب أن يكون لديه ضمير وإخلاص وقناعة حتى تكتمل الصورة، واعتبر أن العلاقة بينه وبين المصلين تكمن في سماع القرآن، وتهيئة المسجد ونظافته، فضلا عن حسن المعاملة وحسن الخلق. وانتقد البوق ما وصفه بالتراخي الشديد من جانب الشباب وأصحاب المصالح الذين يرجحون مصالحهم الشخصية على مصلحة العبادة ولا يعطون من أوقاتهم لهذه العبادات والطاعات، مشيرا أيضا في هذا السياق إلى سرعة خروج عدد كبير من المصلين عقب الصلاة مباشرة، إلى ما لا فائدة منه ولا توجد هناك أشياء ضرورية حتى يجبر الناس على الخروج بهذه السرعة، وعبر إمام وخطيب جامع أبو عبيدة عن حزنه أنه أثناء أداة الصلوات والناس في المساجد تجد العديد من الشباب يتجمعون في الطرقات، وهذا التصرف لابد أن يكون هناك توجيه من قبل الآباء والأمهات والدعاة والمصلحين، مطالبا بتهيئتهم قبل رمضان خاصة في المدارس والتعليم العام والمراكز الثقافية. ويعتز الشيخ البوق بغزوة بدر التي يعدها حدثا بارزا لا بد أن يستذكره كل مسلم لما تتمتع به تلك الذكرى من جهاد للمسلمين لنصرة الإسلام، مؤكدا أن رمضان بمثابة الفيتامين للجسم فهو غذاء للروح وكيان الإنسان لأنه يعطيه من الطاقة والحيوية والإيمان والطمأنينة ما يبدأ به حياة أخرى، فرمضان شهر العمل والعبادة منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام. وأضاف أن هذه الأمة قامت على العبادة والعمل والجد ولم تقم على التكاسل والتخاذل، ويستذكر في هذا الشهر الكريم فضيلة الشيخ الخليفي رحمه الله، والشيخ عبدالعزيز بن صالح والشيخ على الطنطاوي، ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة. ويؤكد الشيخ إبراهيم أنه أعظم ما تذرف له الدموع عندما يقرأ القرآن الكريم، وحينما يطمئن القلب تذرف العين مع الله حباً في رحمة الله وطمعاً في رضاه سبحانه وتعالى فما أعظم ذرفة العين من مخافة الله وما أعظم ذرفة العين عند ذكر الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله».