يعتبر "سور الصين العظيم" أحد عجائب الدنيا السبع، وهو مفخرة للصين كلها لأنه يعطي دلالة على عظمة هذا الشعب المكافح الذي لا يعرف المستحيل، وقد عايشنا انتقالهم من شعب مقلد ـ مستهلك إلى مبتكر ـ مصنّع، يشكل اليوم قوة اقتصادية لا يستهان بها، ولذلك يزداد يقيني أن الصين في طريقها للسيطرة على العالم وعلينا نحن الآسيويين أن نستبق الأحداث ونستفيد من الطفرة الصينية بمد جسور التواصل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي. في الجانب الرياضي، أبهرني نادي "قوانزو إيفرقراندي" الذي يحمل أسم المدينة والشركة المالكة له والتي يملكها عاشر أغنى رجل في الصين، والذي ينفق بسخاء لامحدود على النادي الذي وصل نهائي دوري الأبطال بعد سنتين من تولي"هيو كا يان" رئاسته، فكانت رحلة نجاح ستكتمل في المستقبل بالهدف الذي وضعه الرئيس وعرضه لنا فأبهرنا برؤيته لناديه المغمور عالمياً يتغلب في نهائي كأس العالم للأندية على ريال مديد بنتيجة 4ـ1. ومن العجيب أن البداية وأهم لبنات العمل على تحقيق ذلك الحلم هي الشراكة مع "ريال مدريد" في بناء مدرسة لبراعم النادي تحوي ثمانين ملعباً للتدريب وملعباً بمدرجات للمباريات ومستشفى وقاعات دراسة وتدريب وسكناً يكفي لثلاثة آلاف طالب، كل هذا بتكلفة مائتي مليون دولار فقط لا غير، كما أرسل النادي أفضل عشرين ناشئاً إلى "مدريد" بمعسكر صيفي انتهى بإبقاء الملكي على اثنين من البراعم يمكنهم اللعب مع الريال، وامتداداً لتلك الفكرة سيرسل الرئيس الاستثنائي عشرين ناشئاً لكل من أفضل عشرة أندية في العالم ويتحمل كامل نفقات معسكرهم وتدريبهم، لأنه يخطط بوعي ورؤية بعيدة المدى لصناعة المجد من خلال "نادي الصين العظيم". تغريدة tweet : علمتني الصين أن المستحيل ممكن متى توفرت الإرادة والإدارة، وبتلكما الركيزتان تحولت الصين من مقلد لمبتكر، ولعلي أهدي قصة الصين إلى مصانع ومحلات تقليد الملابس الرياضية في الخليج، حيث يمكن لهم الانتقال من مقلدين مخربين إلى رواد في دعم الاستثمار الرياضي من خلال التواصل مع الشركات العالمية الأصلية والأندية التي تلبس منتجاتهم للوصول لآلية تسويق مميزة تعود بالنفع على الجميع، ففي الواق المرّ اليوم يقوم مخترقو الحقوق بهدم ركائز الاستثمار الرياضي وإعاقة عجلة التنمية في أنديتنا فتمنعها من السير على خطى "قوانزو إيفرقراند"..وعلى منصات الصين نلتقي.