×
محافظة المنطقة الشرقية

في حراك عبد العزيز قاسم.. د. سعيد بن ناصر: الانقلاب في مصر يُغذّي “داعش” المتطرّف

صورة الخبر

على خلفية اعتقال خلية طلابية في معهد «سيجيب ميزونوف» (المرحلة ما قبل الجامعية) في مطار ترودو في مونتريال أخيراً، كانت تهم بمغادرة كندا «أرض الكفر» للالتحاق بتنظيم «داعش» في سورية، أصدرت رابطة طلاب المعهد في مجلتها الفصلية (Agenda) لخريف هذا العام، عدداً يحمل غلافه الخارجي رسماً لهيكل عظمي مدجج من رأسه إلى قدميه بمختلف أنواع الأسلحة (قنابل، كلاشنـــيكوف، حزام ناسف، أسلحة وسهام بيض...). ولدى وصول أعداد منها إلى أيدي أهالي الطلاب ووسائل الإعلام ومسؤولين تربويين، تعالت أصوات ساخطة رافقتها موجة من الاستنكار والقلق والهلع. وتلقّت إثرها إدارة المعهد اتصالات حثيثة من لجان الأهل ومسؤولين قضت بوقف توزيع المجلة ومصادرة أعدادها، والدعوة إلى اجتماع طارئ مع إدارة المعهد وأعضاء الرابطة الطلابية وهيئة تحرير المجلة. وشرحت مسؤولة العلاقات العامة في المعهد لين ليغاري في مؤتمر صحافي «إشكالية» غلاف المجلة، الذي أجمعت على وصفه معظم الصحف والمواقع الإلكترونية بـ»المقلق والمثير للجدل»، معلنة أن المجلة تصدر في كل فصل رؤيتها النقدية لمسألة معينة. وأوضحت أن اعتقال خلية معهد ميزونوف شكّل مصدر قلق كبير في أوساط الرأي العام الكندي وكان باعثاً لإصدار قانون جديد لمكافحة الإرهاب وتخويل السلطات الأمنية مراقبة معظم المرافق التعليمية بما فيها «معهدنا» والدينية والمواقع الإلكترونية التي تتخذها جماعات راديكالية منبراً لدعاويها الجهادية. وأكدت ليغاري أن تسليح الهيكل العظمي ليس دعوة للعنف وإنما موقف ناقد ومناهض للحرب، وإن الغلاف مجرّد عمل فني مقاوم لأي سلاح مدمّر للبشرية، ودعوة للسلام ورفض للصراعات المسلّحة. وأبدت دهشتها إزاء صحف اكتفت بنشر صورة الغلاف، ربما للإثارة الإعلامية، وتجاهلت في الوقت عينه صورة الغلاف الخلفية للهيكل العظمي ذاته المدجج من أعلاه إلى أسفله، هذه المرة، بنوتات موسيقية وقلوب حمر (رمز الحب) وأوراق غار وحمامة سلام. وأعادت صورة غلاف مجلة Agenda إلى ذاكرة الكنديين القريبة مشاعر الدهشة والصدمة حيال رؤيتهم شباناً وشابات ولدوا على أرضهم وتعلّموا في مدارسهم وجامعاتهم، يطيحون حلمهم ويتخلّون فجأة عن مستقبلهم وأهلهم. في هذا السياق، يؤكد ايف لامي أحد طلاب ميزونوف، أن» الغاية من صورة الغلاف في شكلها ومضمونها كانت رسالة إلى زملائنا في المعهد، مفادها أن التمسّك بقيم الحرية والديموقراطية أمضى سلاح ضد الإرهاب والإرهابيين». وأشار جوسلان بلنجر مدير مركز الوقاية في بلدية مونتريال (أنشئ خصيصاً لمراقبة النشاطات الإرهابية)، إلى أن طلاب ميزونوف يحذّرون المسؤولين، ربما، من خلايا نائمة تحرّكها جهات منظّمة توفّر لها المعلومات والأموال وبطاقات السفر وتجنيد المتطوعين. أما أكثر ما يخشاه مارسيل دوبوا، الباحث الاختصاصي في النشاطات الإرهابية، فهو الصفحة الخلفية للغلاف على رغم ما تحمله من دعوة إلى السلام ونبذ العنف والتطرّف، إذ «تندرج في طياتها تحذيــرات مقلقة للأمن الكندي قد تتجاوز قدرتنا على الســيطرة وكشف المشتبه بانتماءاتهم الأصولية المتطرّفة».