من أجمل ما قدم على الشاشة التلفزيونية في هذا الشهر الفضيل هذه الكلمات: لما تذل نفسك قل يارب يامعز كريم لما يأمر لما يكسر قلبك قل يارب يا جبار فإذا بالكسر يجبر قادر على مالا يقدر لما تصير مرا قل يارب يا الله يمتلئ قلبك سكر وهاب لما تصبر فهي كلمات للحياة للإنسان وعلاقته بربه، كلمات تغني عن كثير؛ بسيطة في ظاهرها عميقة في ما تحويه من معان ودلالات. كلمات أحبها الصغار والكبار أنتجتها إحدى شركات الاتصالات وهي فكرة سديدة تحقق لهم ما يريدون كونها تحمل توقيعهم وتحقق شيئاً جميلاً يشكل علامة فارقة في زحمة الضغط على العقول بكم هائل من التفاهات. هذه الكلمات تستحق أن ينشدها الطلاب في مدارسهم كل صباح. وتهدهد بها الأمهات أطفالهن في المساء ليتقن الجميع تجديد الاتصال بالله في كل حين وبكل حب. ** رامز الذي ينفث القبح برنامج لا أعرف له هدفاً ولكن الذي أنا على ثقة منه أنه صنع ليزيد الضعفاء ضعفاً ويوسع دائرة الهشاشة الفكرية التي تجعل أصحابها يضحكون على تلك الكمية الهائلة من القبح اللفظي الذي ينطق به ذلك الأراجوز والطريف أن القناة تحجب شتائم المتضررين وتمرر وترسخ كل ما ينطق به ذلك السفيه المزعج. فهو ما أن ينزل الفأر في المصيدة حتى يتلقفه بقدر هائل من الإهانات المتواصلة في محاولة بائسة لإضحاك الجماهير قبل أن يخنقه في ذلك الموقف المصطنع. المزعج أنهم يدعون بأن البرنامج ناجح!! كيف؟ وما هو مقياس النجاح؟ أهو كمية الأموال التي يهدرها المعلنون فيه. أم عدد الضربات التي يتلقاها في النهاية. «باريس هيلتون» هذه الفنانة الأجنبية التي لا تشكل شيئاً في موازين بلادها الفنية والتي دفع لها ما يكفي لإطعام بلد أفريقي جائع لأعوام حين عادت لبلادها قالت: عرفت الآن لماذا يقتل العرب بعضهم؟ لأنهم يضحكون على مشهد شخص يواجه الموت. والذي لم تعرفه «باريس» أن هذه المشاهد لا تضحكنا. وأن الوحيد الذي يضحك هو «رامز» فقط بالإضافة لشيء آخر أسعده جداً وهو أنه تمكن من لمسها عدة مرات بطريقة مخجلة ومقززة. الذي لا تعرفه باريس ولا رامز ولا القناة أننا نعرف أن البرنامج هو وسيلة لجني المال فقط من الشركات المعلنة. ** في لقاء مع مخرج (سيلفي) كان يتحدث عن عمله وكأنه فتح عظيم، وقد سبقه إلى ذلك من قبل مجموعة من الكتاب الذين كتبوا عن «سيلفي» منذ أول يوم بدأ بثه وكأنه قد حصل على الأوسكار!! ومن الكتاب تلقف كثير من الناس هذا النجاح المصطنع في «تويتر» وصفقوا بحرارة لأن هذا الكاتب أو ذاك أثنوا وبالغوا لدرجة تجعلك تتساءل هل كان ذلك الثناء الذي بدأ مبكراً جداً مدفوع الثمن كإعلان عن العمل؟! فلا مبرر لكل ذلك لأن «سيلفي» نسخة طبق الأصل عن «طاش ما طاش» والفارق أنه بدون عبدالله السدحان. «القصبي» ما زال محتفظاً بشخصيته الأراجوزية بكل تفاصيلها رغم أنه كان الأكثر حماساً لوقف «طاش ما طاش» بعد أن بهت في سنواته الأخيرة ومله الناس وكرهوا نمط التكرار فيه وهو أمر طبيعي بعد تلك السنوات الطوال التي تأرجح فيها بين الضعف والقوة في طرح الأفكار التي كانت جديدة على ساحة الفن السعودي حينذاك. القصبي والسدحان تدهورا فتنازعا وانتهى طاشهما. وهذا العام صار لكل واحد منهما «طاشه» ولكن بمسمى جديد. القصبي بعد أن عمل «أراجوزاً» عند عبدالحسين عبدالرضا وبعد فشله في التخلص من هذه الشخصية المملة حتى في البرامج التي شارك في تقديمها عاد بـ «طاشه» المستقل واصطنع النجاح بطريقة مكشوفة. عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام