يعقد مجلس الأمن القومي التركي اليوم الاثنيناجتماعا برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في القصر الجمهوري بالعاصمة أنقرة من المقرر أن يناقش التطورات الأخيرة في الشمال السوري عقب سيطرة مقاتلين أكراد على مدينة عين العرب (كوباني) قرب الحدود بين البلدين بعد يومين من هجوم دامٍ نفذه تنظيم الدولة الإسلامية بالمنطقة. ويأتي الاجتماع بعد تأكيد رئيسالحكومة التركية أحمد داود أوغلواستعداد بلاده لمواجهة جميع الاحتمالات إذا تعرض أمن حدودها الجنوبية أو أمنها الداخلي لأي تهديد. وأوضح داود أوغلو أن تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة لمنع المساس باستقرار البلاد، مشيرا إلى أن أنقرة"فتحت أبوابها للاجئين دون سؤالهم عن مذهبهم ودينهم وعرقهم، وستواصل اتباع نفس السياسة بهذا الشأن". من جهته، قال وزير الخارجية مولود شاويش أوغلو ردا على سؤال للصحفيين عن وجود نية لدى الحكومة التركية بتنفيذ عملية عسكرية في سوريا إنه قد يُعلن بيان بهذا الشأن عقب انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي. ولم يستبعد الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية محيي الدين أتامان حدوث تدخل تركي في الشمال السوري، لكنه توقع أن يقتصر ذلك علىاستخدام المدفعية فقط وبعض الضربات الجوية ضد بعض الأهداف المحددة دون أن يصل ذلك إلى مستوى التدخل بقوات برية. وذكر أتامان في مقابلة مع الجزيرة أن هناك احتمالا آخر، وهو أن تعمل تركيا على تأسيس منطقة عازلة في شمال سوريا لمنع المزيد من التصادم بين قوات تنظيم الدولةوقوات حزب العمال الكردستاني وقوات الجيش السوري الحر. وتشترك تركيا في حدود تمتد لأكثر من تسعمئة كيلومتر مع سوريا، وسيطر مقاتلون سوريون أكراد مؤخراعلى معبر حدودي رئيسي يقع على الحدود مع تركيا منمسلحي تنظيم الدولة، كما أعادوا السيطرة على مدينة عين العرب الحدوديةبعد يومين من هجوم دموي نفذه تنظيم الدولة في المنطقة. وسبق أن حذر الرئيسرجب طيب أردوغان مطلع الأسبوع الحالي من أنتركياستمنع "بأي ثمن"إنشاء دولة كردية مستقلة في سوريا. ويشير مراقبون إلى أن هناك مخاوف متزايدة في أنقرة من سلسلة النجاحات العسكريةالتي أحرزها المسلحون الأكراد قد تؤدي إلىإقامةدولة كردية في سوريا، وبالتالي تعزز من رغبة الانفصال لدى الأكرادبالداخل.