تفتح المدينة ذراعيها، كما فتحت دوماً قلبها و وجدانها، للمليك المفدى سلمان. و هي عنده بُؤبُؤُ عينه الثانية التي تحتل الأولى منهما مكة المكرمة. يزورها و قد أشغلت سكانَها على مدى عامين داهمةُ توسعةٍ مفرطة لما حول المسجد النبوي، بالغ مخططوها فأضروا و انتزعوا بسيف التوسعة ما لا حق لهم فيه و لا حاجة للمسجد به. كانت المساحات المنزوعة فادحةَ الإضرار بالسكان و فوق احتياجات التوسعة و لا تلبي إلّا نَهَمَ منتفعي الاستثمار الواضعين مصالحهم فوق اعتبار المكان و مظالم الناس و جوار سيد الخلق. يكفي أن يسأل صاحب القرار جهاتِ التوسعة سؤاليْن : أين الدراسات الاجتماعية و الديمغرافية لتأثير توسعتكم.؟.و أين مخططكم لمساحات العقارات المنزوعة بعد نزعها.؟. سيُفاجأ بإجابة واحدة «لا توجد..طال عمرك»، حتى الآن. فلا غَرْوَ أن تستصرخ المدينة خادم الحرمين الشريفين..و لا غَرْوَ أن يجيبها بما هو أهله من إنصاف يوقف هدراً كان يجدر استبداله ببناء دور ثانٍ فوق الحرم الحالي..هذا بافتراض مصداقية الحاجة للتوسعة التي هي محلُّ نظرٍ واختلاف من الأساس.