هذه هي السنة الثانية على التوالي، التي تمنع فيها الصين صوم رمضان في تركستان الشرقية؛ ذلك البلد المسلم العريق الذي احتلّته منذ عشرات السنين، وتضطهد فيه العِرْق الأيغوري المسلم، وتغيّر تركيبته السُكّانية بتوطين عِرْق الهان الملحد أو البوذي، وتنهب ثرواته كالنفط والمعادن!. ولثاني سنة لا يرتقي رد الفعل الدولي للمستوى المطلوب، سوى بعض الأصوات النبيلة مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، لكنها ليست كافية لإزاحة كابوس القمع الصيني عن تركستان الشرقية وشعبها الصابر!. وربّما للسنة المئة تتقاعس الأمم المتحدة عن أداء واجبها، وهي تتعامل بمعايير مزدوجة مع الشعوب، فمن جهة تناصر غير المسلمين بقوة كما في تيمور الشرقية وجنوب السودان، بينما يعلوها الصمت عمّا يحدث في تركستان الشرقية!. ولو استمرّ الحال على هذا المنوال، فقد تفقد الأمّة الإسلامية شعبًا مسلمًا مُوحِّدًا جرّاء تعطيل الصين لشعائره الدينية، فقد سبق تعطيلَ الصومِ تعطيلُ الصلاة في المساجد، التي هدمت الصين معظمها، والزكاة أصلاً مُعطّلة لأنّ التركستانيين الشرقيين أصبحوا فقراء بعد ثراء، ويحتاجون لمن يتزكّى عليهم، والحجّ لبيت الله الحرام بينه وبينهم الأهوال، ولولا برنامج استضافة خادم الحرمين الشريفين لبعضهم لتعطّل حجّهم بالكليّة، ولم يبق لهم سوى شهادة التوحيد التي أدعو الله أن يُثبّتهم عليها، ويُزيح عنهم بسببها نار الاحتلال في الدنيا ونار جهنم في الآخرة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت: إنّ هذا هو مختصر حال تركستان في رمضان، وشعبها هم أحفاد أعظم علماء الإسلام مثل البخاري ومسلم، وهم من نشروا الإسلام في أصقاع آسيوية كثيرة، ويتعرضون الآن لتطهير عِرْقي وإبادة، فهل من نصير؟ هل من نصير؟!. @T_algashgari algashgari@gmail.com