اطلعت على تقرير مصور لمسجد عمرو بن الجموح في حي المريكبات بالمنطقة الشرقية من تصوير الأستاذ عبد العزيز القحطاني وهو موجود على اليوتيوب! لم أر من خلال هذا التقرير مسجداً يتميز بالبذخ والدعايات الضخمة، بل رأيت ذكاءً وإخلاصاً وضع كل شيء في موضعه فاستفاد من كل جزء من بيت الله بكفاءة وفعالية. بدأ التقرير من ساحات المسجد التي هي في كثير من المساجد مهملة أو مكان للأثاث القديم ولكنها في هذا المسجد تتميز بالنظافة وتتزين بالأشجار الجميلة، ثم انتقل إلى دورات المياه لنجدها تجمع بين النظافة والجمال وحسن التنظيم، وفي داخل المسجد لا يمكن الإحاطة بالتميز البسيط الذكي إلا من خلال مشاهدة مقطع الفيديو. من الأمور المميزة علاج مشكلات طالت الشكوى منها بلا حلول حقيقية، ومن ذلك وضع اخواننا العمالة الذين يأتون إلى المساجد بملابس العمل، فقد وفرت لهم سجادات وملابس خاصة في مكان أنيق بحيث يأخذونها ويعيدونها لنفس المكان مع الحرص على نظافتها المستمرة، أما الكراسي التي تعاني مساجد أخرى من فقدها وتلفها فقد وضع لها مكان مخصص بحيث تستعمل وتعاد في مكانها، وفوق ذلك فهناك حرص على المحافظة على هذه المنجزات من خلال مراقبة المسجد بكاميرات مرتبطة بجوال إمام المسجد! أشكر أولا مصور التقرير الأستاذ عبدالعزيز القحطاني الذي حرص على نشر الشيء الجميل، فأثنى على من يستحق الثناء وأعطى النموذج الواقعي لمن أراد العمل والابداع. والشكر الكبير لرجال هذا المسجد الذين هم خلف هذا الإنجاز -فمثل هذا الإنجاز لا يمكن أن ينسب لشخص- بداية ممن بناه وتابع وهو يقول (نحن نعتني ببيوتنا كثيراً ألا نعتني ببيت الله؟)، وكذلك إمام المسجد الذي هو مهندس هذا الإنجاز وأساسه، وجماعة المسجد الذين لولا تعاونهم ودعمهم لما رأينا ما رأيناه، والشكر أيضاً للعامل ضياء الحق الذي ظهرت آثار إخلاصه في كل جزء من أجزاء المسجد. أتمنى أن تقتدي المساجد الأخرى بمسجد عمرو بن الجموح، وليتهم يزورون هذا المسجد ويستفيدون من خبرة رجاله، ولو كان ذلك بتنظيم من فرع الأوقاف لكان أفضل، فهي تجربة تستحق التقدير والتعميم !! وكما كتب رجال مسجد عمرو بن الجموح: بيت الله يستحق منا الأفضل! متخصص بالشأن الاجتماعي