×
محافظة المنطقة الشرقية

الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة لـ «الوسط»: منطقتنا عاشت فراغاً سياسياً ودينياً... ومركز عيسى الثقافي صرْح للتسامح والتعايش الوطني

صورة الخبر

لعل بعضنا رأى الأسبوع الماضي صور تلك الجموع التي تتدافع نحو مبنى اُفتتح حديثا، والبعض الآخر وصله كم هائل من الأخبار عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن ذلك الحدث. فقد وصل عدد التويتات إلى 39500 في غضون سويعات قليلة من الليل!!، ويذكر أن الهاشتاق لهذا الحدث صار الأول سعوديا، والسادس عالميا، فقلت في نفسي لا بد أن الحدث مهم جدا. ذلك الافتتاح جعل القاصي والداني خلال شهر رمضان الكريم يتابعه بشوق وحرص؟!، ولكن حين راجعت وتحققت وجدت أن تلك الجموع لم تتدافع من أجل افتتاح أكبر مصنع في البلد، وليس دعما للافتتاح أكبر جامع، ولا فرحا لتشييد مدينة جامعية، ولا تهلل لافتتاح مشروع مترو، ولا افتخارا بافتتاح مدينة اقتصادية، المسألة ببساطة افتتاح فرع جديد لمطعم في إحدى مناطق المملكة!!. وكم تمنيت أن يكون الخبر مجرد إشاعة وليس حقيقة!، ولكنه للأسف لم يكن إشاعة، ولذلك وددت أن أقف مع هذا الحدث عدة وقفات: منها أننا لا نريد أن نضخم الأمر أكبر من حجمه، ولكن الأحداث التي دارت حوله هي التي فعلت. إن التلهف وراءه وبهذه الطريقة يبدو غريبا جدا، والأغرب الأوقات الطويلة والضائعة في الانتظار من أجل وجبة طعام، فهل الفراغ هو السبب! أم هو البحث عن كل جديد أيا كان! لأن المنطق يقول: إنه يمكننا الحصول على تلك الوجبة في أي يوم أو وقت آخر. ثانيا: ذلك الزحام الشديد الذي تزامن مع الافتتاح ليس بالصفة المحمودة، ولا يبدو مظهره حسنا من أجل طعام وفي شهر فضيل، والذي يفترض فيه التقليل من الأكل. إن شهر رمضان هو فترة وجيزة ترتاح فيها المعدة من الطحن المستمر طوال السنة!!، وطبيب العرب (الحارث بن كلدة) قال: إن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء. ولعلي أضيف (كمهندس) إن الآلات والمعدات تحتاج إلى فترة توقف للصيانة، وكذلك بطوننا!! ثالثا: لماذا لم نقم بالأمر بشكل أكثر تنظيما وأقل زحاما، فالبدائل كثيرة منها مثلا فتح عدة فروع في وقت واحد، أو يؤجل الافتتاح لما بعد شهر رمضان حيث يستطيع الناس الأكل ليلا ونهارا، صبحا ومساء. رابعا: أود أن أقف عند ظاهرة عامة وهي الزحام الشديد عند المطاعم بأنواعها، لأنه من المؤكد أن المسألة ليست جوعا عاما يعانيه الناس، بل هي ظاهرة نفسية لا أكثر. وفي مقابل ذلك يدل على مقدار العزوف عن الأكل في البيت، وهذه ظاهرة اجتماعية تزايدت بشكل ملحوظ، وهي تحتاج للتوقف والمراجعة والتصحيح لأنها سوف تؤثر على النسيج الأسري على المدى الطويل. خامسا: كم أتمنى أن أرى في المستقبل القريب جموعا وزحاما أكثر وأكبر حين نصنع أول طيارة وسيارة، أو حين نصنع أول قمر صناعي أو حين نطلق أول مكوك فضائي. سادسا: لماذا لا نجتمع بهدوء وننصرف بهدوء! فقد تكرر في أكثر من مناسبة مشهد التخريب والتكسير للممتلكات العامة والخاصة، وذلك مشهد غير مقبول ولا مستساغ أخلاقيا ولا اجتماعيا. (ولعلنا نحسن الظن هذه المرة ونقول: إن ذلك وقع بسبب كثرة الزحام وليس متعمدا). وأخيرا، نحن نحتاج إلى جرعة أكبر من النظام والاحترام لبطوننا!!، فالمسألة مجرد وجبة طعام لا أكثر ولا أقل. م. الهندسة الميكانيكية