اختتمت أمس في العاصمة الأميركية واشنطن أعمال القمة المشتركة التي أقيمت على مدار يومين بين منظمة الدول الأميركية، والمركز الدولي للأمن الرياضي حيث حصل الأخير على ثقة المنظمة الأميركية التي تضم 35 دولة وذلك لتأمين الأحداث وضمان أمنها وسلامة ملاعبها ونزاهة منافساتها طوال الأحداث والاستحقاقات التي ستجرى طوال السنوات القليلة المقبلة. واعتبر مراقبون الشراكة بين المنظمتين بمثابة التحول النوعي كون منظمة الدول الأميركية تتمتع بثقل سياسي واقتصادي واجتماعي هائل سيما وأنها تضم 35 دولة وهذه الدول تتمتع بكثافة سكانية ومساحة جغرافية هائلة. ورأى محمد حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي أن الحصول على ثقة 35 دولة أميركية بداية من الولايات المتحدة الأميركية ومرورا بكندا والأرجنتين والبرازيل والبيرو وغيرها يشكل مسؤولية كبيرة على عاتق المركز الدولي، خاصة وأن هذه المنطقة مقبلة على استحقاقات مهمة أبرزها كما ذكر في القمة تنظيم البرازيل للألعاب الأولمبية، ريو دي جانيرو 2016 وتنظيم الأرجنتين للألعاب الأولمبية للشباب في 2018. وأعرب محمد حنزاب في كلمته الافتتاحية عن سعادته بالتعاون القائم بين المنظمة والمركز الدولي للأمن الرياضي وهو التعاون الذي تعود بدايته لعام 2012 والذي أثمر عن تأسيس مركز مشترك للتميز لخدمة تنظيم الفعاليات والأحداث الرياضية الكبرى والتنمية المستدامة في كل دول المنطقة. وقال: «نحن نرحب بطلب الدول الأعضاء الاستعانة بخدمات المركز الدولي وأنا على ثقة من أن منظمتنا ستلعب دورا مهما لدعم هذه الأحداث وتحقيق أقصى مردود ممكن من الفرص للمتاحة بشكل يعود بالإيجاب على المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا». وشدد على أن استضافة الأحداث الكبرى مثل استضافة منطقة الشرق الأوسط لنهائيات كأس العالم من شأنه أن يسهم في استئصال التطرف والإرهاب ويدعم سبل التعايش السلمي ويفشي السلام ويدعم السلم الأهلي بين شعوب ودول المنطقة إلى جانب تنشيط السياحة وإيجاد فرص عمل حقيقية لشباب من كل أنحاء المنطقة. وكانت أعمال القمة قد شهدت على مدار اليومين الكثير من الجلسات النقاشية التي جرت وسط تفاعل كبير من الحضور من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ومسؤولين بالأمن القومي وممثلين عن الأجهزة الأمنية المختلفة بالدول الأعضاء في المنظمة الإقليمية الرائدة وممثلين عن الأمم المتحدة والهيئات والوكالات المنبثقة عنها ومنظمات المجتمع المدني ومسؤولين من بعض المؤسسات الأكاديمية مثل السوربون وجامعة هارفارد كيندي إلى جانب البنك الدولي. وأقيمت القمة تحت عنوان: «مفترق الطرق لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى والتنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر الرياضة». وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماجرو عن تدشين مركز مشترك للتميز مع المركز الدولي للأمن الرياضي ليصبح حاضنة مهنية وفنية ومحطة للأبحاث لخدمة الدول الأعضاء في المنظمة. ومن أبرز مقررات القمة، اعتماد الدول الأعضاء في منظمة الدول الأميركية، المركز الدولي كمرجعية عالمية موثوق بها في مجالات السلامة والأمن الرياضي والنزاهة الرياضية وهو ما أبرزته جاسينت ليناري مارتين رئيسة ديوان الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية في الكلمة الختامية التي فتحت الباب للدول للأعضاء للتعاون مع المركز الدولي، وقالت إن «هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في تاريخ الأميركيتين». وفي التوضيح بعد انتهاء المؤتمر، قالت إن «هذه هي المرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تجتمع فيها الدول الأعضاء في المنظمة حول قضية بهذه العمق تهم الرياضة إذ إن المؤتمر ليس رياضيا فقط بل سياسي واقتصادي واجتماعي يناقش بعمق ولأول مرة الكثير من القضايا التي تهم المجتمعات في هذه الدول وبشكل يترك إرثا مستداما في المنطقة بأسرها وخرج المؤتمر بأشياء ملموسة أبرزها الاتفاق على تأسيس مركز مشترك للتميز بين المنظمة والمركز الدولي للأمن الرياضي». وتمت الموافقة على طلب ممثل البرازيل أن يتم الإعلان بالتعاون مع المركز الدولي للأمن الرياضي عن «الهدنة الأولمبية» المعمول بها وفق الميثاق الأولمبي والخاصة بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وذلك في سياق المؤتمر الدولي الخامس للأمن الرياضي 2015 الذي سيقام في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في نيويورك. وأعلن عن اتفاق لوضع الآليات المناسبة لحماية حقوق الإنسان والقصر في سياق تنظيم البطولات الرياضية الكبرى استكمالا للعمل الذي أنجز قبل وبعد كأس العالم 2014 بالبرازيل وفي كوبا أميركا والتحضير للاستحقاقات المقبلة بالتعاون بين المركز الدولي للأمن الرياضي وبرنامج أنقذ الحلم واليونيسيف – البرازيل والعمل والاستعانة بخبرات المركز الدولي في مجال تعظيم التأثيرات الإيجابية الاقتصادية والاجتماعية لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى بما في ذلك الحفاظ على الإرث المستدام لهذه الأحداث وتشجيع الدول الأعضاء بمنظمة الدول الأميركية على التواصل مباشرة والاستعانة بالمركز الدولي للأمن الرياضي في كل الجوانب المتعلقة التي تمت مناقشتها في قمة واشنطن.