يبدو أن بعض المفردات التربوية والتعليمية لم تعد موجوده ، أو أنها فقدت دلالتها الأولى واكتسبت معان جديده. لا يراد هنا القول بأن الماضي إيجابي أكثر أو العكس، وإنما التنبيه إلى ظواهر قد يلاحظها البعض وتثير اهتمامه بينما يغفل عنها آخرون ولا تعني آخرين في كثير أو قليل. الآن، في الشأن التربوي والتعليمي، حين نقول العطلة الصيفية فهل نعني الشيء ذاته الذي كنّا نعنيه في أيامنا الخوالي؟ طبعاً يحتمل السؤال أكثر من إجابة، لكن الإجابة التي ربما كانت الأغلب والأنسب ستكون من حرفين وهي لا. لا كبيرة وواثقة وقطعية، وبعض السبب موضوعي من دون شك، حيث الزمن يغير الظواهر والحالات وربما العادات، وحيث بعض الظواهر المنسي أو المغفول عنه أحوج ما يكون للدرس والإخضاع للمتابعة. تتسارع الأيام الآن أكثر من أي وقت مضى، وهذا شعور نفسي متحول في الأساس، لكن له اليوم سمة زمن الركض واللهاث ذاتها، وكل شيء يتسع والوقت يضيق، وكأنه لا مسافة من بعد إلا الغد المرئي المريب، لكن الواضح غير المخاتل، الذي يأتي في موعده المعتاد صباح اليوم التالي. لا يراد هنا الكلام حول الموضوع وإنما الكلام فيه، فلنعد إلى العطلة الصيفية. هاهي تعود من جديد، فماذا أعددنا لها؟ ليس القصد إعداد الأفراد والأسر على أهميته وأهمية تعديله وتحسينه. المقصود ماذا أعددنا للعطلة الصيفية على الصعيد المؤسسي؟ ماذا أعد القطاع التعليمي، وهل فكرت قطاعاتنا الإدارية على المستويين الاتحادي والمحلي أصلاً في شيء اسمه العطلة الصيفية؟ في الماضي، والماضي القريب، كانت عطلة المدارس الصيفية تستثمر إلى الحد الأقصى في المفيد، خصوصاً لجهة برامج التدريب التي تتبناها الوزارات والدوائر والشركات الوطنية الكبرى، وتتبنى من خلالها بالتالي طلاباً تتابعهم وتدعمهم وتستقطبهم عاماً بعد عام، فأين مثل هذه البرامج الآن، في صيف 2025 ؟ المفترض أن أي خط بياني إيجابي يكون إلى صعود وتصاعد لا هبوط، وفي الهبوط دائماً ضياع جهد وتبديد وقت وربما مال، والأخطر الاستهانة بمراكمة التجارب والخبرات. ويمكن استثمار العطلة الصيفية في اشتغال على اكتشاف ورعاية المواهب، وتنظيم رحلات داخلية نحو أهداف مدروسة، وإقامة ورش ودورات للتدريب على المهارات المطلوبة ومن ضمنها اللغات الأجنبية. وكثير مما قيل هنا عن العطلة الصيفية يمكن أن يقال عن كل عطلة مدرسية ويصدق، وفي الركن الأجمل من ذاكرتنا الجمعية عطلة نصف العام الدراسي. أليس كذلك؟ ebn-aldeera@alkhaleej.ae