تظاهر مئات الطلاب من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعات مصرية عدة أمس احتجاجاً على التحقيق مع زملاء لهم بسبب اشتراكهم في تظاهرات سابقة، ووصلت تظاهرة ضمت عشرات الطلاب من جامعة عين شمس إلى محيط وزارة الدفاع في حي كوبري القبة، وسط استنفار لقوات الجيش، فيما وقعت اشتباكات بين الأمن وأعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي لكرة القدم «ألتراس أهلاوي» أمام ستاد «المقاولون العرب» في القاهرة استخدمت فيها الحجارة وزجاجات حارقة وقنابل مسيلة للدموع، بعد يوم واحد من إطلاق النيابة 25 من أعضاء الرابطة سجنوا بضعة أسابيع على خلفية اشتباكات سابقة. واندلعت مواجهات بين الطلاب المؤيدين والمعارضين لجماعة «الإخوان» في جامعتي القاهرة والأزهر، ورفع الطلاب المؤيدون لـ «الإخوان» لافتات منددة بإحالة زملاء لهم على مجالس تأديب في الجامعة بسبب مشاركتهم في التظاهرات واتهامهم بالتحريض على العنف. وتجمع مئات الطلاب أمام المبنيين الإداريين لجامعتي القاهرة والأزهر والمباني الإدارية للكليات أثناء مباشرة التحقيق مع زملائهم، ورددوا هتافات منددة بقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي ومؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وحملوا زملاءهم على الأعناق بعد انتهاء التحقيق معهم، وأغلق الأمن الإداري أبواب الجامعتين لمنع الطلاب من الخروج بمسيرات إلى الشارع، فيما اصطفت قوات من الشرطة خارج أسوار الجامعتين للتصدي لأي محاولات للخروج بمسيرات إلى الشارع، وسط استنفار أمني شهده ميدانا النهضة قرب جامعة القاهرة ورابعة العدوية قرب جامعة الأزهر. وتراجعت قوات الأمن المركزي من أمام مبنى رئاسة جامعة الأزهر إلى خارج الحرم، تفادياً لحدوث اشتباكات مع طلاب «الإخوان». وفي جامعة عين شمس، طافت مسيرة الحرم الجامعي ورفعت لافتات لحركة «طلاب ضد الانقلاب» للتنديد بإحالة بعضهم على التحقيق، وأغلق الأمن الإداري بوابات الجامعة لمنع مسيرة آتية من كليات خارج الحرم الجامعي من الانضمام إلى المتظاهرين داخل الجامعة، فتحرك الطلاب صوب مقر وزارة الدفاع القريب من الجامعة، لكنهم حرصوا على عدم تجاوز حاجز من الأسلاك الشائكة لتأمين مقر الوزارة اصطف بجواره عشرات الجنود المدججين بالأسلحة، خشية الاشتباك معهم. وهتف الطلاب ضد السيسي ورفعوا شعارات «رابعة» تأييداً لمرسي. واقتحم طلاب «الإخوان» مبنى كلية الشريعة والقانون في فرع جامعة الأزهر في مدينة طنطا (دلتا النيل) وحطموا الأبواب وزجاج مبنى قاعات الدراسة. ووقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم في كلية التربية في جامعة قناة السويس، قبل أن يتدخل الأمن الإداري لفضها. وقالت حركة «طلاب ضد الانقلاب» في بيان إن «الحراك الطالبي الهادر زلزل أركان الانقلاب، فلم يجد قادته بداً من قمعه وكبته ومحاولة إيقافه بكل الطرق الممكنة»، معتبرة أن «كل ما يصدر عن هذه الحكومة الانقلابية من قوانين أو تشريعات أو دساتير باطلة لا نعترف بها ولا تمثلنا ولن تسري علينا». وحذرت إدارات الجامعات من «التفريط في استقلالية الجامعات أو العبث بها»، داعية إياها إلى «النأي عن أي صراعات سياسية». من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة وأعضاء رابطة «التراس أهلاوي» أمام نادي «المقاولون العرب» في القاهرة، بسبب إصرار مئات من مشجعي الفريق على حضور مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بين الأهلي وأورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي. ورشق المشجعون قوات الأمن بالحجارة وأشعلوا ألعاباً نارية وألقى بعضهم زجاجات حارقة بعد غلق بوابات الملعب في وجوههم، فيما ردت قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين الذين قطعوا طريق «الأوتوستراد» الرئيس، فطاردتهم قوات الشرطة وألقت القبض على عدد منهم. وفي سيناء، انفجرت عبوة ناسفة قرب محطة وقود على الطريق الدائري في مدينة العريش قبل مرور قوة من الشرطة بدقائق، لكن الحادث لم يسفر عن أي خسائر بشرية. وجرح ثلاثة جنود إثر انقلاب مدرعة للشرطة كانت تقلهم قرب الحدود وبدت إصاباتهم طفيفة. في غضون ذلك، ندد نائب الرئيس السابق محمد البرادعي بمقتل طفل في اشتباكات بين الأهالي وأنصار «الإخوان» الجمعة الماضي في حي العمرانية في الجيزة. وقال عبر حسابه على موقع «تويتر»: «من قتل نفساً بغير حق كمن قتل الناس جميعاً. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».