في رد فعل صارم إزاء إيران، استدعت وزارة الخارجية المغربية، أول من أمس، القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الرباط، الذي أبلغته مباركة بوعيدة، الوزيرة في الخارجية المغربية، احتجاج بلادها الشديد ورفضها المطلق مضامين التقرير المغرض والمسيء لصورة المملكة المغربية، الذي نشرته وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني أخيرا، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (28 يونيو/ حزيران 2015). وكان المغرب قد رفض الخميس الماضي، على لسان وزير الاتصال (الإعلام) مصطفى الخلفي، اتهامات وجهت إليه من قبل طهران تتعلق بسياسته الخارجية، واعتبرها مدانة وغير مقبولة. وجاء التحرك المغربي ردا على تقرير نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية قبل أيام بعنوان: المغرب أسير السياسات الصهيونية. وتضمن التقرير انتقادات حادة لتوجهات السياسة الخارجية للرباط، وصلت إلى حد اعتبار المغرب منفذًا لأجندات سياسية صهيونية. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية أن الوزيرة بوعيدة أبلغت الدبلوماسي الإيراني احتجاج المملكة المغربية الشديد ورفضها المطلق مضامين التقرير المذكور، معتبرة إياها خطيرة وذات أبعاد غير مقبولة تنم عن نية مبيتة للإساءة المقصودة لبلادنا. وأضاف البيان أن بوعيدة أكدت أيضا استياء المملكة المغربية لهذا الأسلوب غير المسؤول الذي يقوض جهود البلدين الرامية إلى إعادة بناء الثقة، مشيرا إلى أنه بقدر تمسك المملكة المغربية بإقامة علاقات مع إيران على أسس قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، بقدر ما ترفض أي استفزاز أو إساءة لصورتها وسمعتها. وخلص البيان إلى أن بوعيدة طالبت السلطات الإيرانية بتقديم التوضيحات الضرورية واتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء هذا العمل المسيء للعلاقات بين البلدين. وكانت الرباط قد قررت العام الماضي إعادة ربط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد قطيعة لمدة 6 سنوات؛ أي منذ مارس (آذار) 2009، وذلك على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين اعتبروا فيها البحرين المحافظة الـ14 لإيران، بالإضافة إلى قلق الرباط من تنامي المد الشيعي في بعض المدن المغربية بدعم من سفارة إيران. ومن شأن هذه الاتهامات التي نشرت بعد أيام قليلة من استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة ما قبل الماضي، السفير الإيراني المعين حديثًا محمد تقي مؤيد، أن تعيد أجواء التوتر إلى العلاقة بين البلدين. وربط محللون موقف طهران بمشاركة المغرب في عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن.