×
محافظة المنطقة الشرقية

آثار ضمد إلى ذمة التاريخ

صورة الخبر

لم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجالاً للشك حول موقف بلاده من متابعة التطورات الحاصلة في شمال سورية، وقال إنه «مهما كان الثمن فإننا لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً للدول الغربية». وكان أردوغان اتهم دول التحالف الغربية بـ «زرع الإرهابيين الأكراد على حدود بلاده مع سورية». كما نفى في شده الاتهامات الموجهة لأنقرة بتقديم دعم لوجستي لـ «داعش» في معركته مع قوات الحماية الكردية في عين العرب (كوباني) وتل أبيض. وبدا لافتاً وضوح وقوة اللغة التي استخدمها أردوغان في الحديث عن هذا الأمر، وهو ما يتناقض تماماً مع لهجة رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، الذي رفض قبل عامين الإجابة على ما إذا كان لدى تركيا خطة للتعامل مع قيام كيان كردي في شمال سورية، حيث استبعد تماماً -وكان وقتها وزيراً للخارجية- إمكان حصول ذلك، وأكد «أن التعداد السكاني للأكراد هناك وعدم تواصل مناطقهم جغرافياً يجعل الأمر بعيداً جداً من أي سيناريو محتمل». وعليه، فإن كثيراً من المحللين في تركيا يرون أنه إما أن الحكومة التركية التي دخلت في شهر عسل من المفاوضات مع «حزب العمال الكردستاني» الأخ الشقيق لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم، قد أُخذت فعلاً على حين غرة وفوجئت بتمدد الأكراد على الحدود السورية، أو أن الحكومة التركية تمهد لتبرير تدخل عسكري في سورية قد لا يكون الأكراد بالضرورة الهدف منه وإنما حجتَه فقط. وفي إطار دعم الاحتمال الثاني، سربت أوساط عسكرية تفاصيل سجال وقع بين قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال وبين داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 الشهر الجاري، وكيف أن أوزال رفض خطة لدخول الجيش منطقة جرابلس ومارع من أجل وقف التمدد الكردي وقطع الطريق على أي محاولة لوصل عفرين الكردية في الغرب ببقية الشريط الكردي من الحسكة إلى كوباني. وبدا في الحديث أن لدى أنقرة معلومات عن اتصالات وتنسيق بين دمشق وتنظيم «داعش»، أطلعت مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عليها قبل أسبوع في أنقرة، وأن هذا التنسيق يهدف إلى احتلال «داعش» المناطق الحدودية من أجل قطع خطوط إمداد «الجيش السوري الحر» و «جبهة النصرة» من تركيا، وكي يوفر بعد ذلك حجة للأكراد لطرد «داعش» من تلك الأماكن، فيحصل الأكراد على حزامهم الذي قد يمتد حتى الساحل بحجة مقاتلة «داعش». لكن الجنرال أوزال طلب تعليمات خطية واضحة بهذا الشأن، وحذر من قيام حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش النظامي السوري، كما أكد أنه يفضل أخذ الأوامر بشأن أمر خطير كهذا من الحكومة الائتلافية القادمة وليس حكومة تصريف أعمال مستقيلة، كي يكون هناك من يتحمل مسؤولية هذا القرار سياسياً. وقالت مصادر إعلامية تركية إن الهدف الحقيقي من أي تدخل عسكري تركي سيكون حماية ما حققه «جيش الفتح» في إدلب وجسر الشغور ودعم معركة حلب، وقد أعلن أردوغان في حديثه أيضاً، أن «تركيا تدعم الثورة السورية ومطالب التغيير ولا تخفي ذلك». وكان أردوغان اتهم القوات الكردية التي طردت تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق عدة مجاورة للحدود مع بلاده، بأنها تريد «تغيير التركيبة الديموغرافية» في المناطق التي سيطرت عليها، كما نقلت عنه وسائل الإعلام التركية. وكان الرئيس التركي يشير إلى السكان العرب والتركمان في هذه المناطق. إلى ذلك، استبعد مسلم قيام دولة للأكراد في سورية، وقال لصحيفة «حرييت» التركية الجمعة: «ليس لدينا مشروع كهذا». وكتبت صحيفة «حرييت» أن ما لا يقل عن 12 ألف جندي جاهزون للتدخل في سورية لإقامة «منطقة أمنية» بغرض حماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.