لا زلت لا أفهم الأسباب التي تفضي إلى كل تلك الفروقات الهائلة في أسعار خدمات الهاتف الجوال بين دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية. نحن هنا لا نقارن بين دولة في حجم قطر حتى لا يتفلسف البعض فيقول إن مساحتها لا تزيد عن عشر مساحة الرياض ولا دولة مثل مصر حتى لا يقال إن أجور العمال هناك لا تزيد عن عشر مثيلاتها في الرياض. مساحة الولايات المتحدة تزيد عن 4 أضعاف مساحة المملكة، ولو استبعدنا الربع الخالي لزادت مساحة الولايات المتحدة عن سبعة أضعاف مساحة المملكة. أما عدد السكان في الولايات المتحدة فيزيد عن 10 أضعاف عددهم في المملكة. ومع ذلك، فإن خدمات الهاتف الجوال لا تزيد تكلفتها عن نصف تكلفتها في المملكة. قبل شهرين اشترك قريب لي في شبكة ATT الواسعة النطاق، والمنافسة لغيرها من الشبكات الرئيسية. الاشتراك تضمن أي فون أي 5 الجديد آنذاك مع اشتراك لمدة عامين، وبقيمة اشتراك شهري في حدود 80 دولاراً شاملة دقائق اتصال مفتوحة في كل الأوقات مع رسائل نصية، وعلى جميع الشبكات وكذلك الهواتف الأرضية مع اشتراك مفتوح أيضاً في شبكة 4G للإنترنت. إنها باختصار حزمة خيالية من الخدمات مقابل مبلغ مقطوع ثابت يقارب 300 ريال فقط شهرياً. وفي مقابل ذلك يجب الاعتراف بأن أجور العمالة في الولايات المتحدة ومعظمها أمريكية لا تقل عن ضعف الأجور هنا في المملكة. وفي الولايات المتحدة تدفع الشركات ضرائب هائلة قد تصل إلى 30% من الأرباح في حين لا تدفع الشركات السعودية سوى ملاليم الزكوات. وفي بلادنا ورثت شركة الاتصالات السعودية كل البنى التحتية مجاناً من الدولة وقيمتها تصل إلى مليارات الريالات، ومع ذلك تتنافس شركات الاتصالات في وسائل (شفط) مزيد من أموال المستهلك. وفي الولايات المتحدة تقف هيئة الاتصالات بالمرصاد لشركات الاتصالات في حين تقف هيئة الاتصالات السعودية بالمرصاد للمواطن على عكس كل الهيئات المماثلة في أنحاء العالم. يا مجلس الشورى الموقر: كل الأرقام متاحة بضربة زر، فلماذا لا تُعلن نتائج هذا الغبن الواضح الذي يتعرض له المواطن! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain