في ظل ما تنفقه الدولة من أموال طائلة في تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة,وما تنفقه من أموال ومستحقات الضمان الاجتماعي, وجمعيات البر, والجمعات الخيرية الأخرى, وما تنفذه الدولة من مشروعات عملاقة تسعى من خلالها إلى وضع المواطن في المكان اللائق به في مصاف الدول المتقدمة, إلا أن التسول أضحى ظاهرة تعاني منها العديد من المدن والقرى والضواحي سيما في شهر رمضان, حيث نجد تزايداً ملحوظاً في عدد المتسولين في المساجد, وعند إشارات المرور, أو داخل محطات الوقود أو حتى في المجمعات التجارية وغيرها. إن جلّ المتسولين يجد في التسول مهنة يومية تدر عليه مبلغاً مالياً نتيجة التعاطف اللامحدود للأسف الذي يجده من العديد من المواطنين والمقيمين الأمر الذي جعلهم يستخدمون أساليب متعددة تضمن لهم الحصول على أكبر قدر من المال وكسب تعاطف أكبر عدد من المواطنين ومن ذلك الاستعانة بالنساء والأطفال الصغار, وقد يصل الأمر ببعضهم إلى استئجار الأطفال الرضع, ووضع (الإكسسوارات) اللازمة للتسول كالملابس الرثة, أو حتى عمل عاهات مؤقتة! (جريدة الرياض) الأستاذ صالح الصقعبي نائب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين أوضح بأن التسول قد يكون مخططاً له من أفراد أو عصابات بشكل منظم للحصول على أموال يتم تقسيمها بينهم فيما بعد, وقد يكون عن طريق الإكراه؛ مثال ذلك إلزام الأب أبناءه بالتسول، مبيناً أن العوامل المؤدية إلى التسول تكمن في ضعف الإمكانات المادية والبشرية للأجهزة المختصة بالتسول, كما أن غالبية المتسولين غير مسجلين جنائياً. وأضاف الصقعبي أنه من الممكن إجراء هذا التسجيل كإجراء أمني نظراً لعدم التأكد من شخصيات المتسولين, نتيجة عدم امتلاك معظمهم بطاقات إثبات للهوية. ولفت إلى أن هناك أبعاداً أمنية من التسول لها آثار مباشرة على المجتمع منها انتشار الجرائم غير الأخلاقية, وبيع المخدرات والمسكرات إلى جانب انتشار ظاهرة التستر والتخلف في البلاد, وانتشار جرائم انتحال الشخصية, وكذلك المساهمة في ارتفاع نسبة الحوادث الأمنية وارتكاب جرائم النصب والسرقة والنشل وارتكاب جرائم التزوير إضافة إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع, وقد يكون سبب التسول تعاطي المخدرات. وأخيراً اتضح أنه لا توجد عقوبات رادعة للتسول, ولا منع من التسول في الأسواق والمساجد والأماكن العامة,ناهيك عن أن هناك تداخلا إجرائياً بين إدارة مكافحة المتسولين, والجهات الأمنية ولا بوادر للقضاء نهائياًعلى هذا السلوك غير الحضاري! سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة شدد وأبان بأنه لا صدقة في طالبي المال من المتسولين عند الإشارات والمنازل والشوارع, وأن إعطاءهم المال بهدف التصدق غير صحيح. فهل بعد كل ذلك ما زلنا نتعاطف مع مثل هذه الظاهرة, وذلك السلوك؟! Hussain1373@hotmail.com