قتل 25 شخصاً، أمس، في هجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش، استهدف مسجداً في العاصمة الكويتية خلال صلاة الجمعة، فيما حضر إلى مكان الحادث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن. وقالت وزارة الداخلية الكويتية إن 25 شخصاً قتلوا في هجوم انتحاري استهدف مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت، وأصيب 202. وأكدت أن الاجهزة الامنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به. وكانت الوزارة صرحت منذ ثلاثة أسابيع بأنها شددت الاجراءات الامنية حول المساجد، إثر تفجيرات في اليمن والسعودية. وتوجه أمير الكويت فوراً إلى موقع الهجوم، وأعرب عن تأثره البالغ واستنكاره وإدانته الشديدة لحادث الانفجار. وأكد أن هذا العمل الإجرامي على أحد بيوت الله، والذي لم يراعِ منفذوه حرمة هذا الشهر الفضيل، وما يمثله من خروج عن شريعة الدين الإسلامي الحنيف، بسفك دماء الأبرياء الأمنين، وقتل النفس التي حرم الله، إنما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة، مشيراً إلى أن وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن، وأن ما يتحلى به إخوانه وأبناؤه المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة، وبما عرف عنهم من محبة وتفانٍ لوطنهم وولاء له، والتفاف حول قيادتهم ستصد بعون الله تعالى وتفشل أهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان، وتعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة، بما عرف عنها من محبة وتآلف وتآزر. ودعا إلى عدم إعطاء الفرصة لاستغلال هذا العمل الإجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية وترويج الشائعات المغرضة، مشدداً على أن الكويت ستظل عصية على كل من يتربص أو يريد بها شراً. وأشار إلى أن الاجهزة الأمنية تتابع مجريات هذا الحادث الأليم، لمعرفة منفذيه ومن يقف وراءهم لتقديمهم للعدالة. وتقدم أمير الكويت بخالص العزاء وصادق المواساة لأهالي الضحايا وذويهم الذين استشهدوا بهذا الحادث. وبث التلفزيون الحكومي صوراً لمكان الاعتداء، أظهرت دماراً كبيراً في المسجد. وعقدت الحكومة الكويتية اجتماعاً طارئاً لبحث الحادث، فيما رفعت وزارة الداخلية من مستوى التأهب وحركت جميع أجهزتها الامنية. وقال مسؤول أمني لـفرانس برس، إن التفجير انتحاري، فيما أكد شهود عيان أن انتحارياً دخل المسجد اثناء صلاة الجمعة. وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالاً على الأرض وأجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام داخل المسجد. ونقل مراسل لـفرانس برس في المكان، ان الشرطة أحاطت بالمكان. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان باسم ولاية نجد، فرع التنظيم في السعودية. وقال عضو مجلس الأمة الكويتي، خليل الصالح، إن المصلين كانوا راكعين في الصلاة، عندما وقع انفجار مدوّ حطم الجدران والسقف. وأضاف أن انتحارياً بدا أن عمره أقل من 30 عاماً نفذ الانفجار، وأنه رأى جثثاً عدة ملطخة بالدماء على الأرض. وأكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، أمس، أن الهجوم يستهدف الوحدة الوطنية لبلاده. وقال لـرويترز أثناء خروجه من المستشفى الأميري هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية، ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيئ. ودانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حادث التفجير الانتحاري. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني هذا الحادث الارهابي، بأنه جريمة مروعة تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها. كما استنكر البرلمان العربي بشدة التفجير الارهابي. وقال رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، في بيان، إن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة أمن الوطن العربي، والتي تقف خلفها جهات تكنّ كل العداء للأمة العربية والإسلامية لن تنجح أبدا في شق الصف الكويتي والعربي، ولا في إحداث ما تهدف إليه من بلبلات وزعزعة للأمن. واستنكر الجروان بشدة الوقت والمكان اللذين نفذت فيهما الجهة الإرهابية عملها المشين، مستهجنا الهجوم على المصلين في المساجد أثناء أدائهم صلاة الجمعة، وفي شهر رمضان المبارك بكل ما يحمله من قدسية للعرب والمسلمين. وتلقى أمير الكويت اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعرب خلاله عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين لحادث الانفجار، مؤكداً تعاطف مصر ووقوفها إلى جانب الكويت. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الرئيس المصري عبر عن خالص تعازيه وصادق مواساته لضحايا هذا العمل الاجرامي، سائلاً الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، وللمصابين سرعة الشفاء. ودان الأردن بشدة التفجير الإرهابي، الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، تأكيده وقوف الأردن إلى جانب الكويت في مواجهة الإرهاب، الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها. وعبر عن رفض الأردن لجميع أشكال الإرهاب، والعنف الذي استهدف الكويت الشقيقة، أياً كانت منطلقاته ودوافعه.