تشرف القارئ الشيخ حمزة بن سعد الحجري بحمل أعظم شهادة وأعلى تاج بحفظه القرآن الكريم وهو في الصف السادس الابتدائي بحي الموظفين بأبها، مما دفعه إلى التميز والإبحار في إجادة القراءات السبع وإمامة المصلين وعمره 14 عاما. ويقول الحجري إن البيئة الصالحة التي نشأ فيها كان لها الأثر البالغ في التربية السوية، مشيرا إلى أن الله امتن عليه بعيشه منذ نعومة أظافره في كنف والده في بيئة ذات علم ومعرفة وهداية، بعد أن ولد صبيحة اليوم الثاني والعشرين من شهـر رمضان لعام 1406هـ بالمستشفى الأهلي بمحافظة خميس مشيط، وتلقى توجيهات مستمرة من والده أكسبته مهارة التعامل الجيد مع الناس، مما كان له أثر جلي على جميع جوانب حياته. ومضى قائلا: «التحقت وعمري 6 سنوات قبل الدراسة النظامية بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد قريتنا العامرة آل غليظ على يد المعلم الأول الشيخ «ذو الفقار علي نعمت علي»، وأكملت حفظ القرآن كاملا برواية حفص عن عاصم وأنا في الصف السادس الابتدائي، وقد سعى والدي جاهدا في إعانتي على ذلك مع متابعته المستمرة وكان مما سعى له بأن ألحقت بركب مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المدارس النظامية لتكون ساندا لحفظ ومراجعة ما يكون في الحلقة وما تخلفنا عنها حتى أكملت فيها 12 عاما وقت التخرج من الصف الثالث الثانوي، ولم يكن القرآن شاغلا لي عن دراستي بل كان معينا لأبصر الكثير من الأمور مع ما يحققه من توسيـع المدارك وسرعة الفهم، وامتن علينا ربنا بالتفوق الدراسي طيلة أيام الدراسة، ونرجو الله أن يكون هذا أثره في الدنيا قبل الآخرة». وأردف قائلا: «بعد أن أكملت مراحل التعليم العام كان لزاما علي أن أحدد ما أكرمنا الله به من الاهتمام به وهو كتابه العظيم فقررت الالتحاق بقسم الدراسات القرآنية بجامعة الملك خالد ثم واصلت دراساتي العليا لتكون مباحثي في مجالات القرآن الكريم ومنابعه. ولفت الحجري إلى أنه ترقى به الحال ليصلي إماما في جامع قريته الكبير لبضع سنوات ثم انتقل بعدها ليكون إماما لأول صلاة تراويح وهو ابن الرابعة عشرة في الصف الثاني المتوسط في جامع حي المنح بأبها، ومن ثم انتقل إلى جامع السريـع إماما لصلاة التراويح فقط لبضع سنوات حتى استقر به المقام إماما في جامع الإمام البخاري بحي الموظفين بأبها منذ حوالى عشر سنوات، مبينا أنه يختم القرآن كل عام في مسجده مرتين، وفي شهـر رمضان يختمه مرتين. ويسترجع الحجري ذكريات مضت بالقول: «مما أذكره من حياتي القرآنية هو قضاء جل وقتي في النهـل من معين القرآن وأحكامه في تعليم كتاب الله على يد شيخنا العلامة المقرئ محمد يونس عبدالغني الغلبان - أعلى القراء سندا في العالم - حيث أتممت عنده كتاب الله كاملا بقراءاته السبع في غضون أربع سنوات كنت أتردد خلالها على منزل شيخنا في مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية، بعد ذلك أكرمني ربي بالقراءة على شيخنا العلامة محمد نبهان حسين الحموي- أستاذ القراءات بجامعة أم القرى- لأتم عليه قراءة القرآن كاملا بالقراءات العشر بعد أن تعلمتها على يديه حيث كنت مجاورا لمنزله في مكة المكرمة بضعة أشهـر ثم قرأت على شيخنا المقرئ : إبراهيم الأخضر - شيخ القراء في المسجد النبوي - وقرأت على شيخنا أحمد المعصراوي - شيخ عموم المقارئ المصرية - وغيرهم كثير، كما أذكر أن جمعية النور العالمية منحتني جائزة القارئ الناشئ على يد حاكمها سلطان بن محمد القاسمي في عام 1428هـ، والآن لدي 15 حلقة تحفيظ في مسجدي وبها ما يقارب من 250 طالبا..