بدأت قصة ناصر بن أحمد سلطان آل سلطان العسيري إمام وخطيب جامع الشيخ العسكري بحي الفيصلية في نجران، مع الإمامة، في شهر رمضان المبارك من عام 1421هـ، حيث عمل متعاونا في إمامة الجامع بعد تخرجه من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. إلا أن تعلقه بالمساجد كان قبل ذلك، منذ أن كان يتيما في كنف أمه، والتي كانت تحرص على أدائه لصلاة الفجر جماعة مع المصلين في مسجد القرية، لتضطر إلى انتظاره حتى يعود بسبب الظلام الدامس في شوارع قريته «العمارات» في مدينة أبها. ويقول عن ذلك: «كان أهل القرية يقدمونني للصلاة أثناء غياب الإمام، ولن أنسى فرحة أمي حين ألقيت كلمة في جامع القرية وأنا لم أتجاوز الثانية عشرة من العمر». وأوضح العسيري أنه يحفظ كتاب الله كاملا ويتلوه بعدة روايات، ويؤم منذ خمسة عشر عاما جامع الشيخ العسكري، والذي يحوي مصلى للنساء ومكتبة ومغسلة للأموات. وأشار إلى أن الجامع نظم واستضاف عددا من الدروس والدورات لبعض أعضاء هيئة كبار العلماء كالشيخ عبدالله بن غديان -رحمه الله- والشيخ صالح الفوزان وبعض الدعاة، مضيفا أن جامع الشيخ العسكري هو أيضا واحة للعلوم الشرعية ولحفظ القرآن الكريم، حيث تقام حلقات التحفيظ، ودروس يشرح بها عدد من المراجع العلمية، كرياض الصالحين وصحيح الترغيب والترهيب والملخص الفقهي ومختصر السيرة النبوية، بالإضافة إلى استعراض أسئلة وأجوبة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. ويصف العسيري رمضان وصلاة التراويح تحديدا، بأن لها طعما خاصا، لاسيما إذا كانت مع الوالدين، مبينا أنه ومنذ وفاة أمه رحمها الله افتقد هذا الشعور. مؤكدا أن رمضان في الماضي كان يجمع بين جنباته الألفة والترابط والمحبة وهذا ما نحتاجه اليوم.