×
محافظة المنطقة الشرقية

عبده عطيف والشباب ،، مسيرة الذهب و الصدامات

صورة الخبر

خذ ألف وثيقة حقيقية واغرس في داخلها الأسطر التي تريدها أن تفجر الدنيا وأرسلها إلى موقع موقع "ويكيليكس". هكذا بدأ الموقع بنشر نصف مليون وثيقة سرية أميركية ذات علاقة بوزارة الدفاع، وبعد ذلك بدأ الموقع الذي أسسه ويديره السويدي جوليان أسانج، بنشر آلاف الوثائق السرية التي تقوم جهات خاصة وحكومية بتسريبها إليه. التسريب لا يأتي بعده التدقيق في موضوعية الوثيقة وحقيقة المعلومات الواردة فيها، فالدور الوحيد الذي تقدمه "ويكيليكس" هي توفير منصة لبث التسريبات فقط، مما يفتح الباب على مصراعيه لمن هبّ ودبّ بالقيام بتزوير بضعة "غرامات" من الوثائق الحساسة، ثم دسها في أطنان من الوثائق العادية التي تم تسريبها! وهذا ما حدث في تسريبات وزارة الخارجية السعودية، إلا أن هناك عاملا جديدا تنبه إليه مسؤولو الوزارة عبر عنه الناطق باسمها - الهادئ - أسامة نقلي، وهو طبيعة المجتمع السعودي "التفاعلي" في "السوشيال ميديا"، إذ إن المتابع وبناء على ما سمعه، يكتب رأيه بناء على رأي كتبه آخر، وهكذا حتى يتم تراكم الآراء ليصبح المشهد شيطانيا. إن قراءة الوثيقة الديبلوماسية من المواطن العادي توحي لقارئها بأن ثمة شيئا خطيرا خلفها، فكيف سيكون وقعها إن كان ذلك مرفقا بكلمة "تسريبات حساسة"! الديبلوماسية تعني الانفتاح على كل الاحتمالات أولا، وثانيا التسريبات تأتي ضمن محاولات الأعداء الساعية إلى تشويه صورة السعودية. من المهم جدا أن نعلم أن هناك من قام بـ"تهكير" الوثائق إلكترونيا، ثم تزوير بعضها بتغيير بضعة أسطر في بعض الوثائق، ثم إرسال كل الوثائق "صحيحها وكاذبها" إلى ويكيليكس، ثم بثها، وفجأة يريد من السعوديين أن ينظروا إلى السعودية بشكل شيطاني! هذه حماقة.. ويريدون ذلك عبر بضعة "سطور" مزورة. وأخيرا، العنوان "المزور" الذي كتبته في هذا المقال "محاولة اغتيال مسؤول" - وإن كان ليس له وجود سيجعل البعض يقرأ هذا المقال، وسيجعل البعض الآخر يغرد دون أن يقرأ أو يفهم، وسيجعل البعض ينقل عن البعض الآخر دون أن يفهم أو يتحقق..! وهكذا حتى نتحول كلنا إلى "خبر عاجل".