قدم لي صديقي يحيى شراحيلي دعوة خاصة مساء الثلاثاء الماضي لحضور إحدى دورات الأحياء الرمضانية في قرية (الجعدية) بجازان، والتي يشرف على تنظيمها ثلة من الشباب المتطوع. دورات الأحياء أرض خصبة للمواهب لم تسقها الأندية اهتماما ودعما فتموت الكثير من المواهب قبل نضجها نتيجة عدم صقلها وبحثها عن اللاعب المصنوع بملايين الريالات دون عناء. نجوم الزمن الجميل أمثال (ماجد عبدالله، وسعيد العويران، وأحمد جميل، وخالد مسعد، ويوسف الثنيان) انطلقوا من الحارة، وقارعوا كبار المنتخبات في كأس العالم، ونقشوا أسماءهم بأحرف من ذهب، وخلدوها بتحقيق البطولات القارية في زمن الهواة. تؤكد الدراسات أن نسبة الجريمة تنخفض أثناء تنظيم المسابقات الرياضية قرابة 70%، وذلك يكشف مدى أهمية الرياضة، وأثرها على الفرد، وبالتالي لابد من استثمار طاقاتهم، وإقامة الأنشطة لهم تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الشؤون البلدية والقروية. مازالت البرامج الرياضية لفرق الحواري نابعة من مجهودات فردية قد تعيقها أحيانا الموارد المالية، ولكن الإعلام مازال يسلط الضوء عليها، وهنا في النادي صفحة رياضية كاملة، ومواد دسمة يوميا تفتح من خلالها الآفاق للاعبي الحواري نحو الشهرة والبروز. قبل الوداع: فرق الحواري اليوم تضاهي بعض الأندية، وربما تفوقها فهنالك المدرب المختص والإداري، والرئيس الذي تمرس، وتتلمذ في الأندية الرسمية، وتشرب الخبرات، ولابد من نقل اللاعبين من العشوائية إلى عالم الانضباط، والاحتراف. وتر الوداع: من ضمن برامج أحمد عيد الانتخابية استهداف رياضة الأحياء مازلنا ننتظر الثمار والحفاظ على الطيور المهاجرة في ظل فشل الأكاديميات... فهل نصوم ونفطر على بصل؟!.