التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية ، اليوم الخميس في لندن، عدداً من القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية البريطانية حيث جرى استعراض التحديات الراهنة في الشرق الأوسط، وآخر المستجدات إقليميا ودوليا، ورؤية جلالته حيالها. ولفت جلالة الملك، خلال اللقاء، إلى ضرورة تكثيف الجهود للتصدي للإرهاب والتطرف وعصاباته، بوصفه التحدي الأبرز في الشرق الأوسط، ولما يشكله من خطر وتهديد لأمن واستقرار دول المنطقة والعالم. وأشار جلالته إلى ضرورة التفكير بنهج شمولي لمواجهة الإرهاب في جميع المناطق التي تنشط بها العصابات الإرهابية في العالم، خصوصا في إفريقيا وآسيا. وأكد جلالة الملك ان الحرب على الإرهاب ليست عسكرية فقط، بل أيدولوجية أيضا، وهي حرب الإسلام وعلى الدول العربية والإسلامية قيادتها بما يخدم حاضر ومستقبل شعوبها. وعلى صعيد جهود تحقيق السلام، أكد جلالته ضرورة تكثيف المجتمع الدولي لجهوده في سبيل التوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين. وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى دور المجتمع الدولي، بما فيه بريطانيا، في تعزيز فرص إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وإخراجها من دائرة الجمود.كما جرى، خلال اللقاء، تناول تطورات الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية كمخرج للأزمات التي تواجهها هذه الدول. من جانبها، أشارت القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية، خلال اللقاء، إلى أهمية دعم جهود محاربة الإرهاب، مقدرين جهود الأردن في هذا المجال. ولفتوا إلى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة، بقيادة جلالة الملك، في سبيل تعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وقدروا ما يواجهه الأردن من تحديات نتيجة أزمة اللجوء السوري، والتحديات الإقليمية الأخرى. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية، بترا، قال عضو مجلس العموم البريطاني ألن دنكن، الذي حضر اللقاء، "لقد تضمن الاجتماع مع جلالته حوارات معمّقة حول المنطقة، خصوصا حول الوضع في سوريا والعراق،" مشيراً إلى أهمية الملاحظات التي أبداها جلالته. وأكد دنكن "أنه من الضروري مواجهة تحدي الإرهاب ضمن منظور عالمي". وأشاد بالجهود القيادية التي يبذلها جلالته على مستوى الإقليم والعالم، وقال "لولا قيادة جلالة الملك لكنا سنواجه مستوى أكبر من التحديات والمشاكل، فقيادة جلالته عنصر ضروري جداً على مستوى الإقليم وما هو أبعد". من جهته، أوضح السفير البريطاني في الأردن، إدوارد أوكدن، في مقابلة لبترا، أن زيارة جلالته "تشكل فرصة مهمة لحكومتي البلدين، وعلى أعلى المستويات، للتفكير في أفضل السبل للتصدي للتحديات الاستراتيجية". وحول التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، أوضح السفير البريطاني "أن بريطانيا والأردن أعضاء في مجلس الأمن، ما يرتب عليهما مسؤوليات دولية تتجاوز التحديات الإقليمية". وأضاف أوكدن "أن الزيارة الملكية وفّرت فرصة مهمة للتعبير عن مدى تقدير بريطانيا للدور الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، وشرح الجهود المبذولة من الحكومة البريطانية للمساعدة في ذلك"، مشيرا إلى المجتمعات المحلية الأردنية المستضيفة للاجئين والتي تبذل الكثير لمساعدتهم، وتتعرض لضغوط خدماتية كبيرة. وفي سياق متصل، بيّن سفير الأردن في المملكة المتحدة، مازن الحمود، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، "أن لقاءات جلالة الملك مع رئيس الحكومة البريطانية، وكبار المسؤولين الحكوميين، ومجموعة من أبرز أعضاء مجلسي العموم واللوردات، إضافة إلى نخبة من المفكرين والكتاب والقيادات العسكرية والأمنية، يمكّن الأردن، بقيادة جلالة الملك، من الوصول إلى أهم شريحة مؤثرة في صناعة القرارات الخارجية للمملكة المتحدة، ونشر رسالة الأردن في هذه المرحلة المهمة بالذات فيما يخص قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف والنظرة الشمولية للتعامل مع هذا الملف". وأشار الحمود إلى "الحرص البريطاني الكبير على دعم الجهود التي يبذلها الأردن في استضافة اللاجئين السوريين"، مذكراً بحزمة الدعم الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية بالتزامن مع زيارة جلالته، إذ "يلاحظ أن نسبة كبيرة من هذا الدعم موجه للمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، ما يعكس الاهتمام الواسع لدعم الأردن في هذه المرحلة".