يمر شهر الصوم هذا العام مصحوبا بذكريات أليمة لسكان حي الشجاعية، الذي دمرته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في رمضان الماضي. و مع تأخر إعادة الإعمار، تضطر العائلات للإفطار على أنقاض منازلها، مع غياب أجواء الشهر الفضيل. وفي جولة لسكاي نيوز عربية في حي الشجاعية، تمت مشاهدة عائلات عدة، إحداها كانت تفطر بحانب ركام بيتها، ويقول رب العائلة بحسرة: الوضع صعب، حصار و دمار لبيوتنا، كما ترى نعيش في بيوت بلاستيكية لكن هذا كله لا يضيرنا لأننا أصحاب حق و لابد أن نبقى في هذه الأرض. ولا تبدو أجواء الشهر واضحة في هذا الحي المنكوب، ويقول أحد سكانه: أجواء رمضان صارت صعبة، جدا، الوضع المادي للناس سيء، فالموظف لا يقبض راتبه و العامل لا يجد قوت يومه. وتابع: نتناول على الإفطار ما تيسر من طعام بسيط قد لا يسد الرمق، ونأكل في العراء لعدم وجود مكان ملائم أو حتى صحي نجلس فيه، حيث تنتشر الحشرات مثل البعوض والذباب في هذا الصيف القائظ ولا نجد أحد يساعدنا في إعادة إعمار بيوتنا . ومن يسير في شوارع الشجاعية يلاحظ أنها لم تعد تعج بزحمة أطفالها بعد الإفطار، فمعظم سكان الحي قد دمرت بيوتهم، وبعضهم اضطر لاستئجار بيوت خارجه، و بقي القليل منهم داخل الحي محتفظا بالذكريات. وفي هذا الصدد، قال أحد سكان الحي: في السابق كان الأطفال بعد تناول الإفطار يخرجون ليلعبوا ويرفهوا عن أنفهسم تحت أنوار أعمدة الكهرباء، فيما يزور الجيران بعضهم لتزجية الوقت والتسلية، ولكن الآن الحال كما ترى، يسود ظلام دامس يمنع لعب الصغار ولا يسمح للناس بالتواصل مع بعضها في الشهر الكريم. وأضاف: كل ذلك أصبح من الماضي.. واستحضار الذكريات بات أمرا مؤلما وقاسيا على النفس. ومع غياب الزينة و الفوانيس وحتى المسحراتي عن أجواء الشهر الفضيل في حي الشجاعية، تغيب الفرحة بانتظار الإعمار ليبعث الحياة هنا من جديد.