كشف مدير الإدارة العامة لإصلاحية جدة المقدم فايز الأحمري في تصريح إلى "الوطن"، عن قرب تشغيل نظام التواصل عن بعد بين السجناء وذويهم المحدد لهم التواصل من قبل الإدارة أيا كانت مواقعهم في المملكة، للتواصل مع ذويهم في إصلاحية ذهبان بجدة من خلال الشبكة العنكبوتية صوتا وصورة، كأول تجربة على مستوى المملكة في القريب العاجل، وتعميم ذلك على كل الإصلاحيات الحديثة المماثلة، والتي يتم إنشاؤها حاليا في عدد من مناطق المملكة. وأشار إلى وجود غرفة تحكم رئيسة تدير المشروع كاملا من خلال رقابة إلكترونية على مدار الساعة، وذلك لأمن السجين بعدم وصول أي ممنوعات له، أو تعرضه لأي أذى من قبل مساجين آخرين. جاء ذلك، خلال استضافة المديرية العامة للسجون أمس، الاجتماع السنوي التاسع لرؤساء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم "تراحم"، برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الدكتور ماجد القصبي، وذلك بمقر إصلاحية ذهبان في جدة. وأكد الأحمري أن إصلاحية ذهبان تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، من ناحية البناء والتجهيز وتهيئتها بكل الخدمات الخاصة بالنزلاء، وتستوعب 7 آلاف نزيل من الرجال والنساء، وتشمل المدارس لقرابة 500 طالب والملاعب الرياضية وصالات الطعام والمكتبات، إذ تعد إصلاحية جديدة مطورة تحوي برامج إصلاحية خصصت للسجناء، وتم نقل أول مجموعة إلى الإصلاحية بواقع 124 نزيلا، وهناك قسم نسائي لم يتم تشغيله، أو نقل النزيلات إليه بعد. وأضاف أن الإصلاحية تنظم برنامج كوحدات سجنية خارج أسوار السجن يتم نقل السجين إليها في الأشهر الستة الأخيرة من محكوميته، كتهيئة لدمجه في المجتمع من خلال عمل النزيل في الشركات والمؤسسات خلال النهار، والعودة إلى هذه الوحدات السجنية بعد انتهاء دوامه في المساء. وجرى خلال الاجتماع بحث أوراق العمل المقدمة من أعضاء اللجان، التي تهدف إلى تطوير دور "تراحم"، وتعميم التجارب الناجحة في بعض اللجان التي تستهدف رعاية النزلاء وأسرهم، وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم، من خلال تقديم معونات للأسر المحتاجة، وإمكان توفير محامين لتقديم الاستشارات القانونية اللازمة لأسر السجناء. وعقب الاجتماع تجول وزير الشؤون الاجتماعية في مرافق إصلاحية ذهبان الجديدة التي تضم مباني إدارية ومستشفى ومدرسة للرجال والنساء وورشا تدريبية ومسجدا ومطبخا رئيسا ومخبزا ومغسلة ومهبطا للطائرات العمودية. كما شملت الجولة الوحدة السجنية للرجال والشباب بالإصلاحية، وتضم صالة للأنشطة الرياضية اليومية وصالة الطعام والمعيشة وساحة للتشمس، وروعي في تصميمها وتجهيزها بطرق وأجهزة حديثة، لشغل أوقات السجناء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة. وأشار القصبي إلى أن هدف "تراحم" هو تنمية وعناية أسرة السجين ورعايتها، وكيفية تحويلها في هذه الظروف إلى أسر منتجة، وإعداد أنشطة وبرامج محددة سواء للنزلاء أو لأسرهم. إلى ذلك، ونيابة عن مدير عام السجون اللواء إبراهيم محمد الحمزي، دشن نائب المدير العام للسجون اللواء سعيد آل حسنيه مساء أول من أمس مشروع "البيت العائلي" في إطار تعزيز برامج التأهيل والإصلاح، وهو البرنامج الذي يتيح للسجين الالتقاء بزوجته وأبنائه ليوم كامل.