×
محافظة المنطقة الشرقية

تمدين 10 بلدات بالأحساء ودمج عدد من القرى

صورة الخبر

نبارك ونهنئ جميع القراء بالشهر الفضيل، ونتمنى أن يراجع كل فرد فينا نفسه وسلوكه وأفعاله ليكون شهر رمضان الكريم بداية لمزيد من الخير والعطاء. وتعمدت أن أقدم نموذجاً للخير في شخصية غير مسلمة لكي نتعظ ونتعلم. (بيل غيتس) هو وليام هنري غيتس، ولد في العام 1955، أميركي الجنسية إيرلندي اسكتلندي الأصل، والده كان محامياً، وأمه تعمل في جامعة واشنطن، تعرف إلى طالب معه في المدرسة (بول آلان) عندما كان عمره 13 عاماً، وأول مشروع قاما به معاً، كان برنامجاً لاحتساب رواتب الموظفين لشركة الكمبيوتر التي كانت تتعاون مع المدرسة في مجال تطوير برامج الحاسوب، ثم كان مشروعهما الثاني بتأسيس شركة صغيرة، وقاما بتصميم حاسوب صغير لقياس حركة المرور في الشوارع، وربحا 20 ألف دولار وهما في الثانوية، ثم التحق بجامعة هارفرد، وتزوج (مليندا غيتس) التي أنجب منها ثلاثة أبناء، هذا الرجل المليونير مؤسس مايكروسوفت عام 1976، الشركة العملاقة في مجال البرمجيات. بصراحة أعجبتني شخصيته وأفعاله، فعلى الرغم من أنه هو المؤسس الذي جعل كل العالم ينشغل بالأجهزة والبرامج الالكترونية، إلا انه لم يترك أولاده يضيعون وقتهم لساعات طويلة مع هذه الأجهزة الصماء، ويفضل أن يمسك ابنه كتاباً ليقرأ، على أن يجلس أمام الشاشات بكل أنواعها. وهل تعلمون ما الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه هذا المليونير؟ يقول: لقد وضعت نصب عيني بحلول 2030 التوصل إلى لقاح مناعي ضد مرض الإيدز، ولقاح آخر لعلاج هذا المرض الذي أودى بحياة الملايين من البشر. وهل تعلمون ما هو حلمه؟ القضاء كليا على مرض الملاريا في العالم كله. هذا الرجل المليونير، حقاً يمكن أن نطلق عليه الإنسان العظيم، ليس بأمواله أصبح عظيماً بل بأهدافه، فهو لا يتوانى أن يضع الملايين من الدولارات التي صنعها بعقله وذكائه، لتمويل الأبحاث الطبية، من أجل خدمة البشرية جمعاء. ويتوجه إليه أحد الصحافيين بسؤال غريب قائلا له: لماذا لا تسعى إلى تمديد حياتك في أبحاث الخلود؟ فيجيب: في الوقت الذي لا تزال البشرية تعاني من أمراض مثل الملاريا والسل، فإنه من الأنانية أن يسعى الأثرياء إلى تمويل الأشياء التي تمكّنهم من العيش عمراً أطول. هذا الرجل يعتبر أغنى رجل في العالم، وتقدر ثروته الخاصة بـ 80 مليار دولار أميركي، ويعتبر من الأذكياء جدا، وعندما تم توجيه سؤال إليه عن مستوى ذكائه من قبل موقع ريديت أجاب: أشعر أنني غبي جداً، لأنني لا أعرف أي لغة أجنبية، لقد درست اليونانية واللاتينية في المدرسة الثانوية، وكم أتمنى أن أعرف اللغة العربية أو الفرنسية أو الصينية. وعن المستقبل يتنبأ قائلا: ستقوم الآلات بالكثير من العمل نيابة عنا نحن البشر، على الرغم من أنها ليست ذكية جداً، فبعد بضعة عقود سيكون الدماغ الاصطناعي قوياً بما يكفي ليكون مصدراً للقلق. هذا الرجل تنحى من منصبه واستقال طواعية، كرئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت في عام 2000، وغادر منصبه، وعمل مستشاراً تقنياً في البرمجيات للشركة، لكي يتفرغ للعمل الخيري تدريجياً، وليصبح رئيس أكبر منظمة خيرية في العالم هي (مؤسسة بيل ومليندا غيتس) في 2008، والتي يتم تمويل كل المشاريع فيها من ثروته الخاصة، وتقدر ميزانيتها بنحو 100 مليار دولار أميركي. وقد قامت مؤسسته بالتبرع إلى مستشفيات وجامعات في مصر والسعودية وأفريقيا. أين أثرياء العرب المسلمين عنك يا بيل غيتس؟ ألا ترى بعضهم كيف يبعثر أموالاً طائلة على ملذاتهم؟ أو في سباقات الهجن والخيول؟ أو في صيد الحبارى وتدريب الصقور؟ أو في السعي إلى تملك أفخم السيارات واليخوت والطائرات؟ أو على قصورهم وخدمهم وحشمهم؟ أو من أجل امتلاك المزيد من الأراضي والجزر في كل بقاع الدنيا؟... أهذا ما سيأخذونه معهم إلى قبورهم؟ أهذا ما سيقدمونه من أعمال أمام الواحد الأحد عند السؤال يوم القيامة؟ أهذا هو طريق الجنة أم الطريق الذي يسلكه بيل غيتس؟ وكل رمضان وأنتم بخير. aalsaalaam@gmail.com