نفى مدير عام الهيئة العامة للقرآن الكريم والسنة النبوية الدكتور ياسر المزروعي انتماءه لأي من التيارات الاسلامية، معتبرا ان ما يشاع في هذا الشأن مجرد «إشاعات وكذب محض»، مبينا انه احد تلاميذ علامة الكويت وآخر علمائها الشيخ محمد سليمان الجراح، داعيا جميع منتسبي التيارات الدينية إلى تقوى الله في الدين الذي يحملونه و ان يصلحوا في الأمانة التي ألقيت عليهم تجاه بلدهم. وشدد المزروعي في حوار مع «الراي» على ان «الهيئة مستقلة يشرف عليها وزير الأوقاف، وهو ما يمنحها استقلالية في ممارسة مهامها وتحقيق أهدافها باعتناق نظام اللامركزية الإدارية»، مبينا أن «الهيئة جمعت أصلي الدين الاسلامي الحنيف القرآن والسنة وجميع ما يتصل فيهما من أنشطة داخلية وخارجية تحت لواء جهة واحدة مستأثرة بهما وتتحمل مسؤوليتهما وتسأل عن ذلك أمام الله سبحانه وتعالى وأولي الأمر». وذكر أن «بعض الاطراف حاولت السعي نحو إشاعة جو من المشاحنات والصراعات غير المبررة في الهيئة منذ نشأتها، بهدف وقف العمل بها والاستفراد بالسلطة»، لافتا إلى أن الوزير الصانع «عالج كثيرا من أوجه القصور ووضع الهيئة في مسارها الصحيح». وتناول المزروعي العديد من الموضوعات ذات الصلة بمناشط الهيئة وأعمالها والمعوقات التي تعترض طريقها والعمل على حلها، وتفاصيل ذلك تتضح في سياق الحوار التالي: • حدثنا بداية عن فكرة إنشاء الهيئة والأسباب الداعية لذلك... - إن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، ويمكن القول إن البداية الممهدة لنشأتها كانت قبل أكثر من خمس عشرة سنة، وتحديداً حينما كنت عضواً بلجنة مصحف الأمانة العامة للأوقاف والذي كثر حولة اللغط في عهد الوزير أحمد الكليب، والذي على أثره تم اكتشاف ما وقعت فيها من أخطاء في الطباعة، وبالتزامن مع ذلك كنت قد تقدمت باقتراح تنفيذ والإشراف على أنشطة تشمل حلقات الإسناد بالكويت التي بدأت رسمية بوزارة الأوقاف عام 1999 وقد نجحت هذه الحلقات وأخرجت ما يزيد على الألف حافظ وحافظة لكتاب الله. تلا ذلك بأربع سنوات في عام 2002 تنفيذ مشروع دورة القراءات القرآنية التي تبنت فكرته الأمانة العامة للأوقاف ونفذها الصندوق الوقفي للقرآن الكريم وعلومه، وتخرج منها ولأول مرة في الكويت رجال ونساء متخصصون في القراءات السبع والقراءات العشر المتواترة فاق عددهم العشرين من الرجال والنساء، كما انتشرت حلقات تدريس القراءات بجميع محافظات الدولة كذلك. ثم بعد أربع سنوات وفي عام 2006 تقدمت باقتراح طباعة مصحف لدولة الكويت، الذي طبع بداية عام 2008 تحت إشراف ورعاية وزارة الأوقاف -قطاع المساجد حيث تم طباعته لصالح الوزارة وكان بعدد 400 ألف مصحف وزعت على كافة المساجد بالمحافظات داخل الكويت، ولله الحمد كثر الإقبال والطلب على هذا المصحف في الداخل والخارج وخصوصا من قبل الأفراد بالمملكة العربية السعودية. كنتيجة للنجاح الذي صاحب المشاريع والدورات سالفة البيان، قمت بطرح فكرة إنشاء جهة مستقلة تتولى نشر الدين الإسلامي عن طريق طباعة المصحف الشريف وكتب السنة النبوية المطهرة على الكثير من المتخصصين من المشايخ والعلماء بدولة الكويت وغيرهم، والذين استحسنوا الفكرة، والتي تطورت إلى طرح أمر إنشاء مركز متخصص بجميع علوم القرآن الكريم من تحفيظ وتدريس وطباعة للمصحف الشريف وعلومه، ولرعاية الأنشطة وجمعها في مكان واحد لتعددها وخدمة عامة لجميع شرائح المجتمع. وفي 27 أكتوبر عام 2008 شرفت ضمن أعضاء وفد مصغر بزيارة سمو الامير وتم عرض فكرة المشروع، وقد بارك سموه الفكرة والتصور المبدئي الخاص بها والذي تم عرضه عليه، ثم تلا ذلك زيارتنا لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في 11/11 /2008 لعرض الفكرة، ثم سمو رئيس مجلس الوزراء (وقتها) الشيخ ناصر المحمد في 28 /11 /2008 وقد تبنى هذه الفكرة الشيخ ناصر المحمد بمتابعة من قبل العم يوسف الحجي والعم الدكتور خالد المذكور. وصدر المرسوم رقم (269) لسنة 2010م بتاريخ 24 /7/ 2010م بإنشاء مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه، وقد نص في المرسوم على أن يتولى المركز إنشاء وإدارة مطبعة متخصصة للمصحف الشريف ومكتبة متخصصة للقرآن الكريم وعلومه، ومتحف للقرآن الكريم، ودور عرض ونحوها من أنشطة القرآن الكريم ومسابقاته. • وما أهم ما قام به مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه؟ - وقت صدور المرسوم الخاص بإنشاء مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه كان المستشار راشد الحماد يتولى حقيبة وزارة الأوقاف، وقد قام بتشكيل مجلس أمناء المركز ضم أصحاب فكرة المشروع باعتبارهم الأقدر على تنفيذها. وفيما يتعلق بسرد أهم الأعمال التي قام بها المركز يجدر بي بداية توضيح أنه حين صدر مرسوم إنشاء المركز لم يكن للمركز مقر ولم تكن هناك مطبعة لطباعة المصحف الشريف لتولي إدارتها، لذا بدأنا مخاطبة بلدية الكويت لتخصيص أراضٍ لبناء مقر المركز وملحقاته، وكذا تخصيص مبنى إداري مؤقت للمركز. وبعد أن تم تخصيص الأراضي لمركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه تم تحديد ما يفترض أن تحتويه المباني المزمع البدء في إنشائها ولكي تكون هذه المباني منارة من منارات دولة الكويت لخدمة المواطنين والمقيمين ومن يزورها، فتم عمل كراسة المواصفات والشروط لمبنى مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه الإداري والسياحي التراثي على أن يحتوي على مكتبة متخصصة بعلوم القرآن الكريم ومسرح لمسابقات وأنشطة المركز ودور عرض وسينما تعرض فيها أفلام عن القرآن الكريم وما فيه من إعجاز وتعريف بمكانة القرآن الكريم وبالإسلام بصورة مبسطة ووسطية لا تخلو من التشويق والتحفيز على تعلمه، ومركز لتعليم الفنون الإسلامية من الخطوط العربية وخصوصا رسم المصحف وخطه وتعليم الفنون الأخرى المتعلقة بالخط كالبراويز للإطارات والتجليد للكتب وغيرها من الفنون الإسلامية، وعمل دورات في التعريف بعلوم القرآن الكريم من تفسير وما يتعلق بالمصحف الشريف ـ وتم الانتهاء من تحديد جميع هذه الأمور مع وزارة الأشغال وتحديد الميزانية التي يحتاجها المبنى والانتهاء من تخصيصها مع وزارة المالية. • كيف تم تحويل المركز إلى الهيئة القائمة حالياً؟ - بعد مرور أقل من عام على صدور مرسوم مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه قام بعض أعضاء مجلس الأمة باقتراح مقتضاه ضم علوم السنة المطهرة إلى القرآن الكريم وعلومه التي يختص بها المركز بالاصل، وأن يتحول المركز إلى هيئة عامة وان تكون الأنشطة شامله للقرآن الكريم والسنة النبوية، وعليه صدر القانون رقم 10 لسنة 2011م والخاص بإنشاء الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما في وقت تولي معالي المستشار /راشد الحماد. حقيبة وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية. وتم تشكيل وزاري جديد حيث قام الوزير محمد النومس الذي تولي حقيبة وزارة الاوقاف بتشكيل مجلس إدارة الهيئة، وتم استبعاد بعض الأعضاء وترشيخ أربعة آخرين جدد. • ماذا عن نظام العمل بالهيئة؟ - استفاد مجلس الإدارة مما سبق ان أنجزه مجلس أمناء مركز الكويت، وكانت أغلب الاجتماعات تدور حول متابعة عملية تخصيص الاراضي التي سبق أن تقدمت للجهة المختصة بطلبات لتخصيصها لمقر المركز والمطبعة والدراسات الهندسية والاستشارية الخاصة بالبناء وماكينات الطباعة، الأمر الذي اعتقد انه انعكس ايجاباً على أداء مجلس الإدارة لعمله فتفرغ لصياغة النظم واللوائح الإدارية التي ستحكم عمل الهيئة واعتمادها من الديوان. وجدير بالذكر أن متابعة تخصيص الأرض وتشييد المباني الواجب إنشاؤها ليس بالأمر الهين، فالجهات الإدارية أيضا تعاني من الروتين أثناء تعاملاتها بعضها مع البعض، وأهم ما كان يشغل بال الجميع هو المطبعة ذاتها ومكوناتها وبالفعل تمت زيارة جميع المطابع بالكويت وخارج الكويت ومنها مطبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والتي قمت بزيارتها أكثر من مرة ومناقشة المسؤولين والتباحث معهم حول إنشاء مطبعة متخصصة للمصحف الشريف والذين احقاقاً للحق بادروا في إعطائنا جميع النصائح المتعلقة بهذا الأمر والتي تعين على تجنب السلبيات التي وقعوا فيها أول الأمر. • لماذا لم نسمع عن أي إنجاز للهيئة بينما ينشر في الصحف أن ميزانيتها تستنزف حتى أن أحد أعضاء مجلس الأمة اقترح إلغاءها؟ - الإجابة عن هذا السؤال لها زاويتان: الأولى تتمثل في أن قياس انجازات الكيانات الوليدة من هيئات ومؤسسات تقاس بحسن الجانب التأسيسي لها من تشريع القوانين واقتراح اللوائح المنظمة للعمل في هذه المؤسسة واعتماد السياسة العامة لهذه المؤسسة، ومن هذه الزاوية يمكن القول ان الهيئة تسير بخطى ثابتة ستمكنها من تحقيق أهدافها. أما الزاوية الثانية وهي ما تمثل الجزء السلبي في مسيرة فكرة إنشاء مطبعة تتولى طباعة ونشر القرآن الكريم، فلابد من تهيئة المناخ السليم للإنتاج وتحقيق الأهداف، فقد ساد في الأربع سنوات السابقة العديد من المعوقات التي أدت بشكل مباشر إلى تعثر مسيرة الهيئة نحو تحقيق أهدافها، وان كنت لا أحبذ الحديث عن تلك الفترة باعتبارها قد مضت والحمد لله وان الأهم هو محاولة الإسراع في العمل على تعويض مساوئها والعودة بأعمال الهيئة نحو مسارها الصحيح، إلا إنني أقرر بكل الآسى أن ذلك يرجع في جزء منه إلى بطء الإجراءات الإدارية وفي جزء اكبر إلى محاولة البعض السعي نحو إشاعة جو من المشاحنات والصراعات غير المبررة، بهدف وقف العمل بالهيئة والاستفراد بالسلطة، خلافا لقانون الهيئة وكذلك تعاقب الوزراء الذين يفترض إشرافهم على الهيئة، ففي خلال الفترة السابقة مر على الهيئة ثمانية وزراء، بمعدل وزيرين على الأقل كل عام، وتاليا عدم تشكيل مجلس إدارة الهيئة لمدة فاقت العام على الرغم من أن القانون ينص على كونه الجهة المهيمنة على الهيئة وسياساتها والمنوط به كافة الاختصاصات اللائحية، ومن ثم دون تشكيله تظل اغلب أعمال الهيئة مجمدة. • ما أنسب الطرق لإدارة أي مطبعة؟ - كان من مقترح مجلس الإدارة السابق أن تدار المطبعة من قبل الشركة التي سترسو عليها المناقصة الخاصة بذلك باعتباره الطريق الأسلم من أن يديرها موظفون في بداية الأمر قد لا يوجد عندهم الخبرة على مثل هذه الأمور، ومعلوم أن المطابع وأجهزتها تكلف ملايين الدنانير لذا كان لابد من ضمان الأيدي العاملة المتخصصة بهذه الأمور، والطريق الانسب هو ما أخذ به مجمع الملك فهد الذي عهد فيه بإدارة المطبعة لشركات تديرها لتضمن سلامة المنتج وجودته في البداية ويعمل معها تدريب للكوادر الكويتية حتى تضمن جودة المنتج والعمالة والتدريب لموظفي المطبعة بالهيئة. • هل تغير الأمر حاليا بتولي الوزير الصانع حقيبة وزارة الأوقاف؟ - الوزير الصانع قام بتصحيح جميع الأوضاع السابقة ففعل ما لم يقم بفعله الوزراء السابقون، وعليه قام بتنفيذ وتفعيل نصوص قانون إنشاء الهيئة واخضع الهيئة لإشرافه، وذلك بعد أن قام بمراجعة بعض القرارات المخالفة للقانون والأعمال السابقة على عهده، فتكشف له جميع ما سبق ان صارحتك به، فكان ظاهراً في أداء البعض الرغبة في تأخير الأعمال حيث كانت قراءته للقانون تتم عن وحي قانوني وإداري، وهو ما تصدى له بكل حزم، وبدأ بتعديل بعض الأوضاع المخالفة للقانون خلال المدة السابقة التي استمرت أكثر من سنتين ابتداء من أول 2013 حتى يناير 2015، فبادر أولا بتشكيل مجلس لإدارة الهيئة بأعضاء أصحاب خبرة وكفاءة خلفاً للمجلس السابق الذي انتهت مدته قبل أكثر من سنة ونصف، ومن ثم شكل 3 لجان منبثقة من مجلس الإدارة لجنة تنفيذية وأخرى علمية وأخيرة مخصصة لمقرات الهيئة، وقد بدأ العمل في هذه اللجان واعتماد لوائح وقرارات الهيئة التي تنظم عملها، كما قام المجلس بسحب بعض التفويضات السابقة لعدم مشروعيتها والتي كانت سبباً في اغلب ما اعترى الهيئة من معوقات، وأدت أحيانا إلى التشهير أثناء بحث وإقرار الميزانيات. • إذا كانت طبيعة عمل من يتولى حقيبة وزارة الأوقاف إشرافية على أعمال الهيئة، فما هو دور مجلس الإدارة بحسب قانون إنشائها؟ - مجلس الإدارة بنص القانون هو السلطة المهيمنة على الهيئة، وتشترك هي والمدير العام في إدارة الهيئة، وهذا الدور يجب أن يتجسد إلى واقع عملي وهو ما حصل من خلال اللجان السابقة. • هل تعني أن الهيئة عانت في وقت سابق من محاولات البعض من الخارج التدخل في شؤونها؟ - إلى حد بعيد ما استشعرته يمثل جانباً كبيراً من سبب معاناة الهيئة وتعثرها في المرحلة السابقة، إلا انه لا يمكن التعميم بأن جميع التدخلات الخارجية كانت نواياها سيئة، فالعديد تدخل وحاول فرض رأيه ظناً بكونه الرأي الاصوب والذي يتوجب اتباعه، فطبيعة الهيئة وغالبية عملها يجعلها مصنفة ضمن الهيئات التخصصية الخدمية، لأنها قائمة على تخصص دقيق في احد فروع العلم والذي لا يقبل فيه الخطأ أو التحريف لتعلقه بكلام الله عز وجل وسنة رسوله الكريم. أما عما سبق إشاعته وتأجيجه من وجود بعض الخلافات بين قياديي الهيئة في ذلك التوقيت، فأستطيع القول إن تلك الخلافات كان يقوم معظمها بسبب الرؤية الشخصية في ترتيب أولويات الهيئة، وعلى كل فذلك عهد قد انتهى والحمد لله حيث إن وزير الأوقاف الحالي وأعضاء مجلس إدارة الهيئة الحاليين قد قضوا على كافة أسباب الخلافات السابقة والتضارب المفتعل، والجميع الآن يد واحدة في رفعة شأن الهيئة وتحقيق أهدافها التي نص عليها قانون الهيئة. • هل هناك معوقات أمام مجلس الإدارة الحالي؟ - مجلس الإدارة الحالي جاء في فترة أشد ما تكون الحاجة له فيها وقد احتوى على كوادر وخبرات لا تقل عن مجلس الإدارة السابق، لكن بصور جديدة حيث عادت الأمور إلى نصابها القانوني الصحيح فجميع شؤون الهيئة تدار وفق القرارات المتخذة بمجلس الإدارة فهو يداوي عثرات عاشتها الهيئة، وقد قام بهذا الأمر الوزير الصانع حيث اقترح على المجلس تشكيل اللجان الثلاثة السابقة الذكر التي شملت جميع ما تحتاجه الهيئة في الوقت الحالي، وخلال أقل من ثلاثة أشهر من تشكيل مجلس الإدارة اجتمع أكثر من أربعة اجتماعات حيوية وفاعلة حدد فيها السياسة المتبعة في سير عمل الهيئة. • هناك من يشير إلى مخالفة في تعيين أحد الخبراء أو المستشارين لمطبعة المصحف الشريف، فماذا تقول في ذلك؟ - المسألة باختصار شديد أن مجلس أمناء مركز الكويت للقرآن الكريم وعلومه ومن بعده مجلس إدارة الهيئة كانوا قد طلبوا في أكثر من اجتماع الاستفادة والاستعانة بمتخصصين في شؤون مطابع المصحف الشريف وأن يكون هناك مكتب استشارات عالمي إضافة إلى المكتب الهندسي الذي سيقوم بتصميم مطبعة المصحف الشريف، وهو ما سعت الهيئة له استجابة لطلب أعضاء مجلس الإدارة، فأولا وبعد زيارة أعضاء مجلس الأمناء والإدارة لمجمع الملك فهد وبالتباحث مع الأمين العام لمجمع الملك فهد وبعض المسؤولين في المجمع اجمع اغلبهم على ضرورة الاستفادة من خبرات الاستشاري المهندس الدكتور سعد الدوسري والذي كان هو المسؤول الأول عن إدارة مطبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لمدة فاقت الـ 9 سنوات الأولى لإنشاء المجمع، والذي بعد تركه العمل بالمجمع، قام بإنشاء أكثر من مئة مطبعة متخصصة بالمملكة وغيرها فتم طرح اسمه وسيرته الذاتية لمجلس الأمناء ومن بعده مجلس الإدارة للموافقة على الاستفادة من خبراته، وبعد الموافقة من المجلس تمت مخاطبة ديوان الخدمة المدنية للاستفادة من خبراته في هذا المجال للعمل كمستشار للهيئة وحصلت الموافقة على تعيينه وقد عمل بالمركز أولا من نهاية عام 2010 حتى نهاية عام 2011 وتم التعاقد معه في أواخر عام 2012 وتم احتساب جزء مما مضى كفترة عمل فعلية يستحق عنها راتب حسب رأي الديوان وهي المباشرة الفعلية لعمله مع الهيئة من خلال حضور اللجان والاستعانات المتكررة له. ولولا سعيه والاستعانة به لما اختصر لنا الجهود التي بذلت لإكمال الدراسة وعمل كراسة المواصفات لمطبعة المصحف الشريف وعمل دراسة جدوى والسعة الاستيعابية للمطبعة مستقبلا وما هي المساحة التي تحتاجها المطبعة على ضوء ما سيطبع من المصاحف والكتب الإسلامية الأخرى، فحقاً لا استطيع أن اصف لك الجهد الجهيد الذي بذله الدكتور سعد الدوسري منذ أواخر سنة 2010 وحتى شهر أغسطس لسنة 2013، بل يكفي أن أصارحك بكونه عمل أغلب هذه المدة من دون أجر إلى أن تم التعاقد معه كمستشار في منتصف عام 2013، لكن للأسف وصف هذه الحالة مخالفة أتى ممن يجهل ما قام ببذله هذا الإنسان وطبيعة عمله المتخصص في هذا المجال. • البعض يلمح إلى انتمائك إلى أحد التيارات الدينية فما مدى صحة ذلك؟ - أتأسف على كثير مما يشاع وهو كله محض افتراء وكذب، فأنا لا انتمي لأي تيار من التيارات الدينية مع احترامي للجميع، واعتز بكوني احد تلامذة علامة الكويت وآخر علمائها شيخنا محمد سليمان الجراح رحمه الله تعالى وابتدأت الدراسة بين يديه وكان عمري خمس عشرة سنة، وقد توفاه الله وأنا مازلت أحد تلامذته وعمري سبع وعشرون سنة، وأدعو جميع إخواني منتسبي هذه التيارات الدينية إلى أن يتقوا الله في الدين الذي يحملونه ويدعونه ويصلحوا في الأمانة التي ألقيت عليهم تجاه بلدهم. • ما الإجراءات التي يجب اتباعها في حال الحاجة إلى شراء كتب للهيئة؟ - الكتب التراثية والقديمة من المخطوطات والكتب العتيقة لها أهلها من أصحاب الخبرة التي يقدرونها وهي أمور تكسب بالخبرة وليست بالدراسة فلابد لمن يقدر الكتب التراثية أن يكون له خبرة في ذلك المجال وعندنا في الكويت نماذج في مجلس الفنون والآداب بعض الكوادر الكويتية وكذا في جامعة الكويت بإدارة المكتبات ووزارة الأوقاف إدارة المخطوطات والمكتبات، ولا نكتفي بمن تخصصه شرعي أو يحب شراء الكتب أو مثقف لان هذا شيء وذلك شيء آخر. وبالفعل قامت الحاجة لدى الهيئة لشراء بعض الكتب التراثية فتمت مخاطبة المجلس الأعلى للفنون والآداب للاستفادة من المكتبة الوطنية سابقا (المدرسة المباركية) وتم عمل مناقصة كتب لتهيئتها للمكتبة والبدء في شراء كتب للهيئة، وتم طرحها على لجنة المناقصات المركزية وأخذ الموافقات عليها وعقد لجان المشتريات وفحص جميع الكتب وتسلمها وفق ما هو متعارف عليه. • كيف تعمل الهيئة على ترشيد الإنفاق خلال المرحلة المقبلة؟ - ابتدأت الهيئة في أول أمرها ببيت بجوار مسجد الحمد المعروف باسم بيت الحمد، ولم نكلف الدولة في التأجير وبعد أن توسعت الهيئة بعد سنة ونصف وابتدأ التوظيف بها فاحتاجت لمكان أكبر وتعددت أنشطتها، فقمت بالسعي لطلب مكان آخر من أملاك الدولة يستوعب عدد الموظفين فلم أجد، عندها طلبنا من وزارة المالية تأجير مكان لعدم وجود ميزانية في تلك الفترة، ولم أقف عند هذا الحد رغبة في عدم استنزاف ميزانية الهيئة في أمور يمكن تحصيلها من مكان آخر مجانا وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى عندها تم التعاون مع المجلس الأعلى للفنون والآداب برئاسة المهندس علي اليوحه حيث أكرمنا بأن أعطانا المدرسة المباركية لتكون مقرا مؤقتا للهيئة واستمر العمل فيها كذلك سنتين والهيئة تتوسع بأنشطتها وموظفيها فتم الطلب من وزارة التربية بإعطائنا إحدى المدارس التي تم الاستغناء عنها من قبل من كان فيها فاعتذرت الوزارة مشكورة بحاجتها، ولم نكتف بذلك بل تم الطلب من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب برئاسة الدكتور أحمد الأثري الذي وافق على إعطائنا أحد المباني المخصصة للهيئة ليكون مقرا للهيئة موقتا حتى تنتهي الهيئة من بناء ما تم تخصيصه لها من مبانٍ وقد اتبعت نفس السياسة في كل ما يخص شؤون الهيئة وهذا كان في مجال التعاون المؤسسي للدولة. إصدارات الهيئة سرد المزروعي عددا من الإصدارات التي أنتجتها الهيئة ومنها كتاب يحتوي على تاريخ طباعة المصحف الشريف بدولة الكويت ودور المؤسسات الحكومية والأفراد بنشره حيث يعتبر من أول اهتمامات الدولة، وكذا كتاب في تاريخ تعليم القرآن الكريم بدولة الكويت ودور المساجد والكتاتيب في ذلك، ثم بعدها كتب متخصصة في علوم القرآن الكريم كمتن تحفة الأطفال في التجويد والمقدمة الجزرية أيضا في التجويد، وكتاب جامع الخيرات في تجويد وتحرير أوجه القراءات للإمام السمنودي في أربعة مجلدات، وكتاب البدور النيرات في تحرير أوجه القراءات وماتضمنه من منظومة فتح الكريم وعزو الطرق، وعون الرحيم الرحمن في جمع مؤلفات الشيخ عامر السيد عثمان، وغيرها من المؤلفات في علوم القرآن الكريم. «ديوان الحديث» ذكر المزروعي أن «ديوان الحديث» هو مشروع كبير جدا جمع كل سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مكان واحد وهو يحتوي أكثر من مئتي عنوان من كتب السنة من الصحاح والجوامع والمسانيد والأجزاء ونحوها من كتب السنة النبوية قام بإعدادها ثلة من العلماء والمحققين ومن لهم باع وتخصص كبير في علم الحديث وقد تبنى هذه الفكرة منذ أكثر من عشرين سنة دار التأصيل بجمهورية مصر العربية والتي ابتدأت بطباعة هذا الديوان في نهاية عام 2012. ولفت إلى أن رغبة الكويت في نشر السنة النبوية وسعيا من الدكتور عبدالله المعتوق رئيس الهيئة الخيرية العالمية كان هناك أمر صاحب السمو مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتبرع من هذا الديوان وتوزيعه على الحكومات والمؤسسات في الدول المسلمة.