محمود خليل (دبي) «انصفوني يا سيدي القاضي وخذوا حقي من هذين المجرمين اللذين ابتاعاني من والدتي الفقيرة واستخرجا جواز سفر لي حرفا بياناتي فيه وادعيا كذبا أنني ابنتهما، وأحضراني إلى هنا وأرغماني مئات المرات على ارتكاب الحرام مع ضعاف النفوس مقابل مال السحت، الذي كانا يتقاضيانه ويتقاسمانه مع الاثنين الآخرين الذين يمثلون جميعهم أمامكم». بهذه العبارات الصادمة التي ترددت في أرجاء قاعة محكمة الجنايات بدبي تحدثت القاصر (زينب ع.ع)، ذات السبعة عشر ربيعا، وهي تبكي، وتشير الى زوجين كانا يقفان وبجانبهما رجل وامرأة وجميعهم من ذات الجنسية العربية في منصة الاتهام، فيما كانت موظفة من مؤسسة رعاية النساء والاطفال في دبي المرافقة للمجني عليها تحاول تهدئتها. وتحدثت زينب عن تفاصيل بؤسها وشقائها منذ ان باعتها والدتها مقابل اربعة ملايين دينار عراقي للمتهمة الاولى في هذه القضية التي نستمد فصولها من ملفات القضاء في دبي. وأضافت: «لقد وجدت نفسي يا سيدي القاضي فجأة برفقة أشخاص تجردوا من حسهم الانساني والاخلاقي والديني همهم الأوحد جمع المال الحرام، حيث كانت المتهمة الاولى وزوجها يبرحاني ضربا كي أرضخ لهما وأوافق مرغمة على الذهاب معهما للرقص في الحفلات الليلية الصاخبة وهناك كانا يسلماني للراغبين مقابل مبالغ تتراوح بين 2000 – 3000 درهم في كل مرة». كوقع الصاعقة كانت كلمات زينب تقع على كل من استمع إلى تفاصيل معاناتها المأساوية والمصير الذي آلت إليه في ريعان شبابها، وأكملت حديثها لاعضاء الهيئة القضائية وتشرح الكيفية التي تمكن فيها المتهمين من إحضارها الى الدولة، حينما استصدرت المرأة وهي المتهمة الاولى جواز سفر لها حرفت فيه بياناتها الحقيقية وأظهرتها انها ابنتها من زوجها المقيم في الإمارات الذي استصدر لها تأشيرة زيارة على أنها ابنته. ... المزيد