تواجه جماعة الإخوان الإرهابية أسوأ سيناريوهات انهيارها على الإطلاق عقب بدء المجتمع الدولي في لفظ الجماعة وعناصرها، فلم يصبح لعناصر الإخوان، وخاصة الهاربين منهم، مأوى آمن لهم في ظل تلك المستجدات من تغير مواقف الدول التي طالما كانت الظهير الآمن لجماعة الإخوان. جاء ذلك انطلاقًا من العديد من الشواهد التي وقعت أخيراً وأكدت بدء صحوة غربية ضد التنظيم الإرهابي وعناصره. ورغم أن كثيراً من الشواهد تشير إلى أن الجماعة بالفعل تواجه أزمة حقيقية تتعلق بعلاقاتها مع الدول الأجنبية، خاصة التي كانت داعمة لها، إلا أن ذلك التطور الخطير الذي وصفه البعض بأنه نقلة نوعية غير متوقعة من جانب الجماعة، حيث قامت ألمانيا بتوقيف أحد الإعلاميين المحسوبين على الجماعة أحمد منصور والمطلوبين على ذمة حكم قضائي في مصر، يضع الجماعة أمام سيناريوهات العيش بلا مأوى دولي لهم. أزمة حصار وفي وقت ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الألمانية أطلقت سراح أحمد منصور في وقت لاحق ...أكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة طارق أبو السعد أن جماعة الإخوان الإرهابية على مشارف أزمة حصار وانحسار وشيكة، لاسيما عقب تلك الضربة التي تلقتها من إحدى الدول الأوروبية التي كانت بمثابة أهم مأوى لجماعة الإخوان في الخارج، والتي أعلنت من خلال موقفها الأخير بتوقيف أحد عناصر الجماعة المطلوب على ذمة حكم قضائي في مصر عن رسالة واضحة ومحددة مفادها أن أرضها لن تكون مأوى لأي شخص متورط في جرائم أو يواجه أحكاماً قضائية. وأضاف أبو السعد، لـ البيان، أن خريطة تواجد جماعة الإخوان في العالم متمركزة في عدة دول، منها (السودان وجيبوتي ونيجيريا وجنوب أفريقيا)، وذلك على صعيد العمق الأفريقي، كما يتواجدون آسيوياً في (ماليزيا وإندونيسيا)، فيما تأوي تركيا وكذلك ألمانيا وبريطانيا عناصر الجماعة أوربياً متوقعاً أن تتغير هذه الخريطة خلال الستة شهور المقبلة. ويرى مراقبون أن الزيارات الرئاسية لدول أوروبا الداعمة للجماعة هي كلمة السر في تغيير موقف هذه الدول مع الجماعة، لاسيما وأن هذه الدول كانت أسيرة تصدير صورة معينة حول المشهد في مصر من قبل الإخوان، وهو الأمر الذي أزالته الزيارات الرسمية الرئاسية لهذه الدول، وهو ما يجعل البعض يتكهن أن تكون بريطانيا هي الدولة القادمة في سياق التخلي عن الجماعة وعناصرها الهاربة،وسط تفاؤل بمصالحة مصرية قطرية وشيكة وكذلك تغير بالموقف التركي (ولو كان نسبيًا) عقب التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها تركيا. فيما رأى مراقبون أن الحصار الدولي الذي تفرضه معظم الدول على جماعة الإخوان لن يشمل سوى الهاربين الصادر بحقهم أحكام والمطلوبين قضائياً على ذمتها، بينما سيظل عدد كبير من الجماعة على أراضي هذه الدول وبشكل شرعي، لاسيما وأن الأغلبية العظمى من جماعة الإخوان لديهم جنسيات هذه الدول، وعليه سينعمون بالعيش داخل هذه الدول كمواطنين طبيعيين، مشيرين إلى أن الدول الأوروبية لن تقوم بطرد مواطنيها لأي سبب خاص بالتوجه السياسي. أثر بالغ ومن جانبه، أكد رئيس حزب المستقبل ياسر قورة أن التحركات المصرية الخارجية من خلال مؤسسة الرئاسة أو الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الدولة المصرية الفترة الأخيرة لتوضيح حقيقة جماعة الإخوان كان لها أكبر الأثر في تلك الحالة من التضييق والخناق الدولي الذي يمارس حالياً ضد جماعة الإخوان بصورة قد تجعل جماعة الإخوان بلا مأوى في القريب العاجل. تعويل يرى رئيس حزب المستقبل ياسر قورة أن تعويل جماعة الإخوان الإرهابية على حلفائها الاستراتيجيين عقب ذلك التخلي الأوروبي عنها، في غير محله، لاسيما وأن مستجدات الأوضاع فتركيا آجلاً أم عاجلاً لم يصبح أمامها سوى الرضوخ هي الأخرى والتخلي عن الجماعة.