وجدت دراسة أمريكية جديدة أن شرب عصير البرتقال يومياً قد يساعد على تعزيز قوة الدماغ عند كبار السن. وقال الباحثون إن الدراسة لم تستغرق أكثر من شهرين للوصول إلى هذه النتيجة، حيث بينت تحسناً في الذاكرة والنطق وزمن استجابة الدماغ للأوامر. ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يعود إلى الفلافونويد، وهي مادة كيميائية طبيعية توجد بمستويات عالية في البرتقال. في هذه الدراسة، طلب فريق البحث من جامعة ريدنج من 37 متطوعاً سليماً شرب 500 ملّيلتر، أي سعة كوب تقريباً، من عصير البرتقال يومياً لمدة ثمانية أسابيع، ووجدوا في نهاية المدة تحسناً ملحوظاً في أداء أدمغة المشاركين وهم 24 امرأة و13 رجلاً تراوحت أعمارهم بين 60-81 عاماً. وكان الباحثون قد قاموا بقياس الذاكرة وزمن استجابة الدماغ للأوامر والطلاقة اللفظية في بداية ونهاية الدراسة، وأعطيت لكل مشارك علامة شاملة تعرف باسم الأداء المعرفي العام ((global cognitive function وبلغت نسبة التقدم في هذه العلامة 8% وهي نسبة تحسن لافتة في أقل من شهرين. وقال الباحثون إنهم لا ينصحون الناس بضرورة شرب كوب من عصير البرتقال يومياً، ولكنهم يرون أن مكونات البرتقال قد تلعب دوراً مهماً في تعزيز تغذية الدماغ. وقال مؤلف الدراسة الدكتور دانيال لامبورت من قسم علم النفس في جامعة ريدنج إن الناس يشيخون بسرعة في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً سيتضاعف ثلاث مرات عام2100، ولذلك، من الواجب علينا اكتشاف طرق بسيطة وغير مكلفة لتحسين الإدراك المعرفي عند كبار السن. وأضاف الدكتور لامبورت، الذي نشرت نتائج دراسته في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن التوصل إلى ذلك يعني أن التحسن الدماغي قد يحدث فرقاً جوهرياً على نوعية الحياة طوال العمر. وكان من الاختيارات التي قام بها فريق البحث، الطلب من المشاركين تذكر 15 كلمة في الحال وبعد 30 دقيقة تأخير بعد ذلك. وكانت نسبة الـ 8% تعادل تذكر كلمة واحدة إضافية من قائمة التسوق في نهاية الدراسة بالمقارنة مع بدايتها. يشار إلى أن عصير البرتقال يعتبر مصدراً رئيسياً لمجموعة طبيعية من المواد الكيميائية النباتية المعروفة باسم الفلافونويد. وكانت دراسة سابقة قد وجدت أن التوت الأزرق، وهو مصدر آخر لمادة الفلافونويد مفيد لتعزيز الإدراك المعرفي. وترى دراسات حديثة أن مادة الفلافونويد يمكن أن تعزز الذاكرة من خلال تفعيل مسارات إشارات الدماغ في منطقة الحصين، وهي جزء من الدماغ يتحكم بالتعلم وتخزين المعلومات، لكن العلماء ليسوا متأكدين من الكيفية التي تعمل بها هذه المادة في الدماغ، ويشكون في أن المادة الكيميائية قد تحسن وصول الدم إلى الدماغ، وتحمي الأعصاب من التلف التأكسدي، وتزيد كفاءة الأعصاب التي تنقل الإشارات. ويعتقد أن الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تظهر أن شرب عصير البرتقال المحتوي على الفلافونويد بصورة منتظمة له تأثير إيجابي في قوة الدماغ عند كبار السن. وقال الدكتور لامبورت: إن إحداث تغييرات بسيطة على النظام الغذائي اليومي، مثل تناول أغذية غنية بالفلافونويد من الفواكه والخضراوات يفيد الدماغ على المدى الطويل، ونحن نعرف أن البعض قد يجدون صعوبة في إحداث تغييرات كبيرة في نظامهم الغذائي، لكن إحلال بعض البدائل أسهل بكثير للالتزام بذلك بشكل دائم. وأضاف أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات التي تظهر تأثير الفلافونويد على الإدراك المعرفي، ومع ذلك، فإن ما توصلت إليه الدراسة يعتبر اكتشافاً مهماً يعزز الأدلة على أن الفلافونويد غذاء صحي غني يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في معالجة التدهور الإدراكي مع التقدم في السن.