نظمت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بقصر الثقافة أمس ندوة بعنوان السياحة الثقافية.. مستجدات ورؤى، وشهدت جلستين، تناولت الأولى استراتيجيات النهوض بالسياحة الثقافية، وحاضر فيها محمد خميس بن حارب المهيري مدير عام المجلس الوطني للسياحة والآثار ود. سعد البازعي عضو مجلس الشورى من السعودية ود.سعدى ماء العينين رئيسة نادي الإبداع والفكر من المغرب. في بداية الندوة، قال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: السياحة الثقافية تعني الإبحار في المعالم الثقافية والنوعية التي يصادفها الرائي أين ما وقف، فهي تعبير دلالي بليغ عن المعنى الواسع للثقافة، بوصفها تمازجا وتناغما لأبعادها الدلالية. وأضاف العويس: سيتم تدارس السبل الكفيلة بتطوير السياحة الثقافية في الإمارات استنادا على مقدماتها الواعدة واستمرارا لإيقاعها النامي. وقال محمد خميس بن حارب المهيري إن السياحة الثقافية يكون المحرك الأساسي لها هو النشاط أو الحركة وتمثل فرصة للمنافسة السياحية وتمثل تنميتها هدفا مهما لقطاع السياحة. وأضاف المهيري أن هذا النوع من السياحة يمثل 10 في المئة من مجمل السياحة، وعلى المستوى العالمي فإن نحو 100 مليون سائح سنويا يسافرون بدافع المحرك الثقافي. ويقول المهيري: تم إصدار قانون الآثار وإطلاق سجل وطني لها وتسجيل المواقع الأثرية بالإمارات، لتنمية أحد المقومات المهمة، وعلينا ابتكار المناسبات والمهرجانات الثقافية واستغلال جوانب ثقافية تحقق التنوع للمنتج السياحي لجذب شريحة كبيرة من هذا النوع من السياح. وتناول د. سعد البازعي التطور الذي تشهده الملكة العربية السعودية في هذا القطاع من السياحة وربط ذلك بالواقع. ويرى البازعي أن الاهتمام بالجانب التربوي والذي يأتي من خلال تعويد الطلاب على زيارة المتاحف والأماكن السياحية له أهمية في تربية النشء على السياحة الثقافية. أما د. سعدى ماء العينين فقدمت نماذج من المملكة المغربية والتي تعد أمثلة ناجحة للسياحة الثقافية، وأنها شديدة الصلة بالكثير من الأنشطة والفعاليات التي تنميها وتدعمها وتعرف بها، وترى ماء العينين أن السياحة لا قيمة لها ما لم تسهم بحق في تنمية المجتمع. وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان محفزات السياحة الداخلية ربطت د. إيناس حسني مديرة مركز الجزيرة من مصر بين السياحة والموروث الثقافي وأشارت إلى الأهمية الاقتصادية للسياحة. وأضافت حسني أن السياحة الثقافية في مصر تسيطر عليها منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي الصورة الكلاسيكية من أهرام ومتاحف وأهمل الجانب الثقافي ولم يستغل الموروث الحضاري العريق والتاريخي. وترى حسني أن هناك في الفترة الحالية وعيا سياحيا بما يعرف بالسياحة الداخلية ومثلت بذلك تجربتها في هذا المجال وأنها استطاعت من خلال بذل الجهود إلى تغيير بعض المفاهيم حول السياحة الداخلية. وترى أن المحفزات السياحية والتي تأتي من خلال العروض السياحية في مناسبات منها معرض الكتاب، تشجع الكثيرين على زيارة بعض الأماكن السياحية وتخلق نوعا من الترويج السياحي بين السائحين، ويمكن استغلال ذلك في المناسبات المتعددة. كما تناول عبدالعزيز المسلم مدير معهد الشارقة للتراث عوامل تنشيط السياحة الداخلية من خلال ربطه بالموروث الثقافي والشعبي. ويرى المسلم أن الكثير من الفعاليات التي تقام بإمارة الشارقة عاصمة السياحة العربية هذا العام تدعم بقوة السياحة الداخلية منها على سبيل المثال، أيام الشارقة التراثية التي جذبت عددا كبيرا من السياح داخليا وخارجيا وشجعت شريحة كبيرة على أن يجوبوا أماكن متنوعة ومختلفة، ما نشط بشكل كبير السياحة ولاسيما داخل إمارة الشارقة. واستعرض المسلم خلال الندوة الجهود المبذلة في تنمية الجانب الثقافي من خلال المحافظة على الموروث الشعبي في أماكن متعددة منها الذيد والمحافظة على عوامل الجذب السياحي الداخلي الخاصة بالإمارة. كما تناول خالد جاسم المدفع مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة عوامل تنمية الجانب السياحي الداخلي في الإمارات، وقال: هناك مناسبات عدة في الدولة لا بد من استغلالها لتنمية السياحة الداخلية ويأتي هذا بنشر الوعي والثقافة وتعريف الآخر بالمنتج الثقافي. واستعرض المدفع بعض الأمثلة التي تدعم السياحة الداخلية منها معارض الكتاب ومهرجان الشارقة القرائي، وبعض المواسم التي لا يمكن فيها استقطاب سياح من خارج الدولة ما كان مدعاة إلى تنمية السياحة الداخلية والترويج الداخلي. وعن المحفزات التي تشجع على تنشيط السياحة الداخلية قال المدفع: يتم من خلال هيئة الإنماء السياحي الاتفاق مع المؤسسات وشركات السياحة بالترويج السياحي ووضع العروض السياحية والعمل على ترويجه، وتشمل المقيمين والمواطنين على حد سواء. وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن الاهتمام بالفعاليات الثقافية والمسرحية من أهم عوامل الجذب السياحي الداخلي والخارجي، والحركة المسرحية في الإمارات تشهد نقة نوعية ونجاحا كبيرا في جذب الكثيرين من السياح والزوار الداخليين والخارجيين.