لكل بداية نهاية.. كلنا نخشى النهايات.. لكن ليست كل النهايات تعني الحزن والأسى، قد تعني النهاية فاتحةً لبشائرَ قادمة أكثر جمالاً.. يوماً ما قرأت عبارة لغادة السمان ضمن أحد الحوارات التي أجريت معها تقول فيها: (أنا لا أخشى الشيخوخة لكنني أخشى المرض).. وهذه حقيقة لابد لنا جميعاً من استيعابها والإيمان بها، فالشيخوخة أمر طبيعي يحدث للأزهار والنباتات والأشجار والجدران فما بالنا بالكائنات الحية وفي مقدمتها الإنسان. الشيخوخة أمر طبيعي لابد أن يحدث لك يوماً مهما حاولت تأجيله أو التخفيف من امتداد آثاره، لكن المرض الشديد أو المزمن الذي يصعب شفاؤه هو ذلك الامتحان الأصعب الذي قد يتعرض له أحدنا "حفظنا الله جميعاً" وهو الأسوأ حتماً حين تجد نفسك ضعيفاً واهناً غير قادر على إنجاز أمورك اليومية أو الاستمتاع بحياتك كما يفعل الآخرون، أنت دائماً إما رهن فراشك لا تغادره وإما رهناً للأدوية المتعددة التي تتناولها باستمرار. هذه الحقيقة تجعلنا نشعر بالسعادة والامتنان لله الرحمن الرحيم الذي منحنا الصحة والقوة وبالتالي القدرة على الإنجاز يومياً والاستمتاع بالحياة. قد تعتقد في لحظة أنه قد فاتك الكثير بسبب حداثة سنك أو عدم نضجك أو لغياب الشخص القادر على توجيهك منذ عمر مبكرة او لظروف أخرى اقتصادية أو اجتماعية متفاوتة، لكن رغم ذلك لايزال ثمة فرصة وربما فرص أخرى كثيرة حولك، لا وقت للندم أو النظر للوراء، لكن الوقت الآن وقت الجد والعمل والاستمتاع قدر الإمكان باللحظات الجميلة. ولأن الكتابة فعلٌ جميل لا يقوم به سوى موهوب او آخر مجتهد متفائل محب للقراءة فستكون أكثر يقيناً وسعادة حين تعلم أن ثمة كُتاباً على سبيل المثال لم يبدأوا الكتابة إلا في عمر متأخر، فعلى سبيل المثال أصدر الكاتب "الكسندر ماكال" كتابه الأول عندما أتم عامه الخمسن، أيضاً الكاتب ريتشارد آدامز لم يصدر روايته الأولى إلا بعد أن تجاوز ال 53 من عمره، لم يكن آدامز اديباً أو كاتباً في السابق كل ما في الأمر أنه قام بابتكار حكاية مسلية لابنتيه اسمها "أسفل الزورق المائي" أعجبت ابنتيه بالقصة وشجعتاه على نشرها في كتاب ثم عكف عامين على كتابتها، وقد عانى كثيراً في سبيل البحث عن دار نشر تتبنى طباعتها ونشرها وأخيراً وجد موافقة من دار نشر "ريكس كولينجس" وما إن نزلت الرواية حتى ذاع صيتها وأصبح لها شهرة عالمية، فاز آدامز باثنتين من أرقى جوائز كتب الأطفال البريطانية، مثل وسام كارنيجى وجائزة الجارديان لخيال الأطفال، وفى عام 1974 أصبح أدامز متفرغاً بشكل كامل للكتابة، وفى السنة التالية تم انتخابه زميلاً للجمعية الملكية للأدب فى عام 1975. فوزية الجارالله