كان المنظر صادما عند اكتشاف مزرعة لتربية الحمير في إحدى الدول العربية وملحق بها مذبح يقوم ببيع اللحوم إلى أشهـر المطاعم في ذلك البلد. الغريب أن مسؤولا كبيرا للغذاء خرج للإعلام مطمئنا لهم أن لحم الحمير غير ضار بالصحة إن اتبعت الإجراءات السليمة في الذبح، وهناك آخرون مثله أوضحوا المميزات الكثيرة لهذا اللحم من ارتفاع نسبة البروتينات والأملاح وقلة الدهون وأن الطعم لا يختلف عن لحوم البقر والأغنام!!. بصراحة منذ شاهدت هذا الخبر عافت نفسي اللحوم وصرت أتخيل الأطباق التي أكلتها في المطاعم لدينا هل يا ترى كانت من لحم الحمير أو القرود أو الكلاب!، لأنه ببساطة متى ما أضيفت البهارات والثوم والبصل تساوت جميع اللحوم في الطعم حتى اللحم البشري الذي اكتشف تقديمه قبل أسابيـع في أحد المطاعم الفاخرة في دولة أفريقية !. الغش في اللحوم عند معدومي الضمير والذمة والأمانة سهل ميسر،، فليس شرطا أن يكون مصدرها أحد الحيوانات التي ذكرتها فربما تكون من البقر والأغنام والجمال النافقة أو المريضة كما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا وتم ضبط موزعيها من قبل إحدى الجهات الرقابية!. وفي رمضان شهـر الرحمة والغفران، لابد من تكثيف الرقابة على الباعة الجائلين والبسطات والمطاعم، فالسمبوسة الطبق الرئيسي والمفضل عند أغلب الصائمين عنصر أساسي فيه اللحم، فنحن نجهـل تماما مصادر اللحوم المستخدمة فيها، ومع معرفتي التامة أنها غير صحية خاصة التي تحضر خارج البيوت لاستخدام زيت القلي عدة مرات وهي مشبعة جدا بالدهون، فيجب توخي الحذر والمتابعة المستمرة من قبل الأمانة ووزارة التجارة ويجب أن يقدم البائعون فواتير معتمدة تبين مصادر هذه اللحوم وأماكن شرائها. قضية أخرى تتعلق بطرق تخزين اللحوم وإذابة المثلجة منها يجب أن يتابعها ويراقبها أخصائيون من التغذية والصحة، فعدم اتخاذ الإجراءات الصحية والسليمة قد يؤدي إلى تلفها وتسممها وتعرض المستهلكين للخطر !. إذا غاب الدين والضمير وغلب الطمع والجشع حضر الغش والخداع... أتمنى لكم صياما مقبولا وإفطارا شهيا صحيا.. وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية..