أشار تسيبراس إلى أن ما يسمى بمشكلة اليونان، هي بالأصل مشكلة جميع الاتحاد الأوروبي، ملمحاً إلى أن المراكز الاقتصادية التقليدية في العالم قد تحولت. وأضاف: نحن حالياً في عين العاصفة، لكننا نعيش بالقرب من البحر، ولذلك نحن لسنا خائفين منها، وذلك في إشارة إلى أزمة الديون التي تواجهها اليونان، والطريق المسدودة التي وصلت إليها المحادثات مع البنوك الأوروبية، ويقترح تسيبراس على اليونان البحث عن ملاذات آمنة تحميها من العاصفة. ومع وصول العلاقات بين اليونان و نظيراتها الأوروبية إلى أدنى مستوى لها، واقتراب موعد استحقاق ديون أثينا، توجه تسيبراس إلى روسيا يوم الخميس للقاء بوتين، إذ تأتي هذه الزيارة في وقت عصيب من الأزمة اليونانية، مع احتمال خروج البلاد من منطقة اليورو، في حال تعثرها عن تسديد ديونها. ورفع البنك المركزي الأوروبي حجم الأموال التي يمكن للمصارف اليونانية اقتراضها ضمن برنامج تمويل الطوارئ، حيث يقضي البرنامج بإقراض البنك المركزي اليوناني المصارف المحلية، بمعدّل فائدة مرتفع نسبياً مقارنة بقروض المركزي الأوروبي. وبدأت اليونان العمل ببرنامج تمويل الطوارئ في شهر فبراير/ شباط الماضي، بعد رفض البنك المركزي الأوروبي قبول السندات الحكومية اليونانية كضمان لحصول المصارف اليونانية على تمويل تقليدي. (سي إن بي سي) وحذّرت حكومة تسيبراس من أنها لن تستطيع توفير المال الكافي لتسديد قرض بقيمة 1.5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع دائنيها الأوروبيين، ما يزيد من مخاوف تخلف اليونان عن السداد وخروجها من منطقة اليورو في نهاية المطاف. وقد سرت شائعات قوية هذا الأسبوع بأن اليونان قد تلجأ إلى روسيا لمساعدتها مالياً، في حال عدم توصل أثينا إلى اتفاق مع دائنيها الدوليين، لكن نائب وزير المالية الروسي، سيرجي ستورتشاك، قال في تصريحات نقلتها داو جونز: إن اليونان لم تطلب مساعدةً من وزارة المالية الروسية. من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متحدثاً عن الوضع الاقتصادي في بلاده، إنه على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على موسكو منذ العام الماضي، فقد استطاعت بلاده تطوير قوة داخلية وتمكنت من إحلال الواردات وإبدالها بالإنتاج المحلي، الأمر الذي ساعد على درء أزمة اقتصادية. وأوضح بوتين في كلمته خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي، أنه على الرغم من توقع العديد من مراقبي السوق حدوث أزمة عميقة في روسيا، إلا أن ذلك لم يحدث. يشار إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد وافقت في وقت سابق على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا لمدة 6 أشهر أخرى، بسبب الصراع في أوكرانيا. وفرضت العقوبات الدولية على روسيا لأول مرة في يوليو من العام الماضي رداً على ضم روسيا إقليم القرم، ودعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا. أبرز رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس أهمية العلاقات التي تجمع بلاده بروسيا، عندما ظهر بجوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال افتتاح فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي. وفي ضوء وصول المحادثات بين اليونان ودائنيها الدوليين إلى طريق مسدود، قال تسيبراس خلال إحدى جلسات منتدى سانت بطرسبرغ إن روسيا واحدة من أهم الشركاء بالنسبة لليونان، مضيفاً أن بلاده المثقلة بالديون لم تعد قادرة على حمل أعباء الماضي. ووقعت كل من اليونان وروسيا أمس مذكرة تفاهم بخصوص مد خط أنابيب الغاز تركيش ستريم إلى أوروبا عبر الأراضي اليونانية بتمويل من روسيا. وقال وزير الطاقة اليوناني باناجيوتيس لافازانيس خلال مراسم التوقيع بمدينة سان بطرسبرغ الروسية إن اليونان تحتاج إلى الدعم لا الضغط عليها خلال أزمة ديونها، مضيفاً أن التعاون مع روسيا ليس موجها ضد دول أخرى أو أوروبا. من جانبه أوضح قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أثناء مراسم التوقيع أيضاً إن شركة غازبروم الروسية الحكومية لإنتاج الغاز لن تملك الجزء الممتد عبر الأراضي اليونانية من خط الأنابيب، مضيفا أن روسيا واليونان ستتقاسمان ملكية خط الأنابيب مناصفة وأن تمويل المشروع قد يأتي من بنك التنمية الحكومي فنيشيكونومبنك (في.إي.بي) أو بنوك روسية أخرى. وأضاف أن تكلفة المشروع لم يتم تقديرها حتى الآن. وبموجب خطط غازبروم سيقسم خط الأنابيب تركيش ستريم إلى أربعة خطوط بطاقة إجمالية قدرها 63 مليار متر مكعب سنوياً. وسيمد الخط الأول تركيا فقط. وجرى توقيع مذكرة التفاهم أثناء زيارة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لمدينة سان بطرسبرغ، في أثناء انعقاد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، بينما ينفد الوقت أمام أثينا للتوصل إلى اتفاق مع الدائنين على إجراء إصلاحات مقابل الحصول على مساعدات. وتخطط غازبروم لمد خط أنابيب إلى تركيا ينقل الغاز إلى أوروبا دون المرور بالأراضي الأوكرانية وإن كانت تواجه معارضة من الاتحاد الأوروبي. (رويترز)