كثيرة هي الأهداف في هذا الموسم التي سجلت عن طريق الكرات الثابتة، لكنها عن طريق أقدام لاعبين أجانب، والتي باتت صفة يمتازون بها، ويعتبرون أدوات للتهديف، يعتمد عليها المدربون، ويأنس بها المتابعون، ليس لأنهم أي المنفذون لها يهزون الشباك فحسب، بل لأنهم ينفذونها بطرق إبداعية. تميز الأجانب عدد من اللاعبين الأجانب في هذا الموسم تحديدا أثروا منافسات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في السعودية، من خلال تهديفهم بالكرات الثابتة، فعودة البرازيلي نيفيز للملاعب السعودية كانت عودة مميزة بالأهداف من الكرات الثابتة، ليكون مع ابن جلدته محترف الفتح إلتون في منافسة أيهما الأفضل، فكلاهما وكما هو معروف يمتاز بالتصويب المتقن الذي يعد أداة ترجيح الكفة في الأهداف، فكل خطأ قبالة منطقة جزاء الخصم، يترقبه الجمهور تمتعاً باحترافيتهما، وبقدرتهما على هز الشباك، فلا توقعات تذكر، إنما هي تأكيدات بأن كراتهما الثابتة ستكون أهدافاً، وهذا هو واقع وحال المدرجات. اللاعب المهاري التسديد المتقن للكرات الثابتة يمتاز به إلى جانب نيفيز وإلتون محترف الشعلة حسن الطير (مغربي) الذي عاد مؤخرا لممارسة هوايته، ومحترف الاتحاد ليونادرو (برازيلي)، لكنه ينعدم لدى اللاعبين المحليين، لقلة وجود اللاعب المهاري، وإن كان هناك من يمارسون الكرة حاليا ولهم باع طويل في هذا المجال مثل محمد الشلهوب وتيسير الجاسم وحسن معاذ ومحمد نور ويحيى الشهري، إلا أن تصويباتهم نادرا ما تأتي بثمارها. وهذه الظاهرة تفرض هذا السؤال.. لماذا افتقدنا للاعب السعودي الذي يمتاز بتسجيل الكرات الثابتة؟، ولماذا انحصرت تلك التسديدات على المحترفين الأجانب؟ولماذا أكثر السعوديين يسددون على (عماها)؟. مزايا الأجانب يقول مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم فيصل البدين (وطني): اللاعب الأجنبي يتميز بموهبته التي جاء بسببها وهي إحراز الأهداف لأن الأندية تبحث دائما عن المحترف الذي يمتلك عدة مزايا ومنها بل وأهمها ميزة تسديد الكرات الثابتة. أمــا اللاعبــون المحليون فقليل منهم من يمتلك هذه الصفة، فلا نجد لاعباً محلياً لديه القدرة على تسديد الكرات الثابتة، ولو كان هناك لاعبون لتم إعطاؤهم الفرصة ولشاهدناهم يسجلون الأهداف. أخذوها من البرازيليين ويعتبر المدرب ماجد الطفيل (وطني) أن تسديد الكرات الثابتة موهبة يهبها الله لمن يشاء، ويمتاز بها البرازيليون تحديدا، ومن بعدهم الأوربيون، وقال: لا شك أن هذه الصفات أبــرزت اللاعبــين وسـاهمت فـي تفوق فرقهم، والبرازيليون هم أهل التسديدات، والبقية أخذوهــا منهم، لذا نجدهم موهوبون بها والأجيال تتعاقب. ويضيف الطفيل: في الدوري السعودي سـاهمت تسديدات المحترف إلتون (برازيلي) في الانتصارات وفوز الفتح ببطولة الدوري الموسم الماضي، وهاهي تساهم في تعادل الفتح مع الشعلة في الجولة التاسعة من دوري عبد اللطيف جميل حينما سجل هذا اللاعب هدفين في تلك المباراة، مما يعني أن الكرات الثابتة تعتبر مكسباً كبيرا للفرق التي تملك لاعبين موهوبين. تسديدات معدودة ويستطرد الطفيل قائلا: اللاعب المحلي الذي يجيد تسديد الكرات الثابتة يكاد يكون معدوماً، وإن وجد فإن تسديداته الصائبة ليست دائمة وإنما تكون معدودة، لذا لايمكن الجزم بأن السعودية تمتلك لاعباً موهوباً لهذه المهمة. ويؤكد الطفيل أن التمارين لها دور كبير في تنمية هذه الموهبة، وهنا يأتي دور المدربين، لأن اللاعب الذي يمتاز بهذه الصفة يحتاج للتطوير ولن يحدث ذلك دون أن يقوم المدرب بتنمية موهبته.