المفاضلة بين قطعة كنافة تقطر عسلاً وبين طبق من الفاكهة يمكن أن تحسم بسهولة لصالح طبق الفاكهة في كل أشهر السنة إلاّ في شهر رمضان الفضيل، خصوصاً عند الباحثين عن الرشاقة والصحة، وتحديداً عن حواء، فالمرأة عموماً تبحث دوماً عما يمكنه أن يكون له تبعات أقل تأثيراً على قوامها، وبالنسبة للبدينات فالأمر يصبح أكثر تعقيداً وتصبح كل قطعة حلوى تتناولها نوعا من العذاب الذي لا تستطيع أن تتجنبه، ولا يمكنها أن تتجاهله مع كل قضمة من حلواها المفضلة، أهلّ شهر رمضان الفضيل وهلّت معه كل المشهيات الشرقية من الحلويات الغارقة في العسل والسكر كالكنافة، والقطايف، والجبنية، واللقيمات، واللوزية، والبقلاوة. ويمكن للمهتمين بمقدار ما يجمعون من سعرات حرارية في وجباتهم الرمضانية -خاصة الحلويات الشرقية- فإنّ بمقدار مائة جرام تحتوي الكنافة بالجبن مثلاً (400) سعرة حرارية، والكنافة بالمكسرات (480)، والكنافة الكاذبة (200)، والقطائف حبتين من أي نوع تتراوح سعراتها ما بين ال(100- 150) سعرة حرارية، أما اللقيمات فإنّ أربعة حبات منها تعادل (100) سعرة ، والتمر على اختلاف أنواعه وأحجامه فإنّ متوسط السعرات الحرارية في التمرة الواحدة (24) سعرة حرارية أي أنّ ثلاثة حبات على الإفطار تقترب بك من حافة ال(100) سعرة حرارية ، والبسبوسة (150) سعرة، وأصابع زينب وبلح الشام بمقدار 3 حبات متوسطي الحجم (150) سعرة حرارية، أما القطر الذي نسقي به حلوياتنا والمصنوع من السكر الخالص فملعقة واحدة منه تعادل (60) سعرة حراري. وغني عن القول أنّ هذه الحلويات ليست أطباقاً رئيسة وإنما هي تسالي بين الوجبات، أي أنّ السمنة القادمة من هذا الباب لا محالة قادمة، ولا يردها إلاّ الحزم والإرادة الصلبة ومقاومة طوفان الحلويات الشرقية في رمضان. المقاومة تنهار وذكرت غالية سعيد أنّها في التسعين من وزنها، وطيلة الأحد عشر شهراً ما قبل رمضان تتعامل بصرامة مع الحلويات، وتكاد لا تدخلها جوفها، رغم كثرة المناسبات التي تكون الحلويات البطل الرئيس فيها طوال العام، مضيفةً: "في حقيبتي قائمة بالسعرات الحرارية لكل مائة جرام وأمام عيني ملابسي التي تضيق كلما زاد حجم خصري سنتميتراً واحداً؛ لذا أكون صارمة مع نفسي طوال العام، إلاّ في شهر رمضان الفضيل، لا أستطيع، لا يمكنني أن أقاوم قطعة الكنافة، تصبح حلماً في نهار رمضان، وحبة اللقيمات تتحول إلى جوهرة لابد أن أحصل عليها، لا يوقف رغبتي في تناول الحلويات الشرقية في رمضان حتى الملابس التي تضيق والكيلوات الثمانية التي أخرج بها كل عام من شهر رمضان، لأقضي بقية العام في إنزالها" تعامل ذكي وبيّنت أم أحمد الغامدي أنّها لا تستطيع مقاومة حلويات شهر رمضان، إلاّ أنّها لا تقبل عليها دون وعي، حيث إنّها تصنع كل شيء في بيتها، وتشتري المكونات الأساسية الصحية، وتستبدل القطر بالقطر الخفيف وتختار الألبان منزوعة الدسم، من أجل أن تكون مكونات الحلوى صحية، منوهةً بأنّ المشكلة ليست فقط في المكونات، بل في الكمية والأحجام المتناولة، موضحةً أنّها تضع حصة يومية لكل فرد، وتتعمد أن تكون القطع صغيرة، وتتوزع على الوقت كله، ما بين الإفطار والسحر، حسب رغبة كل فرد، ففي حصته البقلاوة، والكنافة، والقطائف، ولديه طبق الجيلي، وطبق الكريم كراميل، ولكن كلها قليلة جداً وفي أصغر حجم، وبذا نأكل ونستمتع ولا نزيد. لا حل في العزائم ولفتت سلوى عودة إلى أنّها تقاوم كثيراً وبنجاح الحلويات طالما بقيت في بيتها ولم تخرج لتلبي دعوات الإفطار والسحور وما بينهما، فإذا خرجت فإن الأمور تخرج عن السيطرة، حيث إنها تواجه كماً من الإلحاح الذي لا يمكن إيقافه من أجل أن تتذوق هذه القطعة، وان تجبر خاطر تلك بإبداء الرأي في صناعتها، وأن تجرب هذا الصنف المبتكر، وأن تجامل صانعة هذا الطبق الخاص، وبهذا ينفرط العقد وتضيع المقاومة، وتذهب الصرامة أدراج الرياح! نصائح طبية وحذرت الدكتورة منى العجيان -عضوه جمعية الغذاء والتغذية وعضوه جمعية السكر ومدربة التغذية- من الإكثار من تناول الحلويات في شهر رمضان، والتي أصبحت من العادات الغذائية الخاطئة في هذا الشهر، وليس له أساس علمي، ومما لا يخفى على الجميع الأضرار الناجمة عن الإكثار من تناول الحلويات، وذلك لارتفاع نسبة الدهون والسكريات فيها، المؤدية إلى إصابة الإنسان بأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة وغيرها من الأمراض، وينعكس هذا بشكل سلبي على النساء البدينات ويصبح أكثر خطورة عليهن كذلك للنساء اللاتي لديهن قابلية للسمنة. وقالت: "إنّه مما لا شك فيه أن تناول الحلويات المصنعة من الدقيق الأسمر أو بدائل السكر أقل ضرراً من تناولها من الدقيق الأبيض أو السكر، لكن ينصح بعدم الإكثار من تناول الحلويات المصنعة من الدقيق الأسمر وذلك لأن النخالة الموجودة في الدقيق الأسمر تعيق عملية امتصاص الجسم لبعض أنواع الدهون أيضاً تعيق عملية امتصاص الكالسيوم لوجود الفايتين الموجود في نخالة القمح، كذلك عدم الإكثار من تناول الحلويات المصنعة من بدائل السكر لان الإفراط في استخدامها له تأثيرات سلبية على صحة الجسم. وأضافت إنّه من الممكن وضع برنامج غذائي صحي غني بالفواكه واستبدالها بالحلويات، وفي حالة الرغبة الشديدة في تناول الحلويات يتم تناولها بنسب بسيطة وقليلة، مؤكدة أن الكلام للرجال والنساء حيث لا يوجد بحث علمي واضح يتحدث عن التأثير السلبي أو الإيجابي لتناول الحلويات على النساء دون الرجال، موضحةً أنّه ليس هناك مقدار معين لتناول الحلويات في هذا الشهر الفضيل، ولكن ينصح بتناولها باعتدال والتوازن بينها وبين الأطعمة الأخرى، مشددةً على أنّ شهر رمضان مناسبة كبيرة لإنقاص الوزن وتخليص الجسم من السموم المتراكمة طوال العام وفيه راحة للجهاز الهضمي.